القبة الحديدية كيف تعمل وما مدى فعاليتها؟

كتب/ أيمن بحر

اللواء رضا يعقوب خلال تتبعه رد الفعل الفلسطينى على عدوان الكيان الغاصب العيهودى العبرى رصد، بعد أن وصلت صواريخ حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى للمرة الأولى الى ضواحي مدينتى تل أبيب والقدس. وشعر سياسيو الكيان الغاصب بالرعب والخوف حيث فشلت القبة الحديدية لصد القذائف، ويقول خبراء إن القبة الحديدية حققت نجاحا نسبته 85 % أمام الصواريخ التى إتجهت الى مناطق مأهولة بالسكان، ولطالما ساور الكيان الغاصب مخاوف بشأن تطوير نظم الدفاع المضادة للصواريخ التى بدأ أنها تتناقض مع عقيدة قوات الدفاع اليهودية التى ركزت دوما على عمليات هجومية.
القبة الحديدية الكيان الغصب اليهودى العبرى: كيف تعمل وما مدى فعاليتها؟
في آخر جولة من أعمال العنف بين بين الكيان الغاصب اليهودى والفلسطينيين فى قطاع غزة أطلق المسلحون الفلسطينيون مئات الصواريخ على المدن والبلدات بالمستعمرات بالأرض المحتلة بعد أن قتل اليهود ثلاثة من قادة حركة الجهاد الاسلامى فى غارة جوية إستهدفت مبنى فى القطاع.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست اليهودية على موقعها على الإنترنت يوم 11 مايو/ أيار 2023 إن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من خمسمائة صاروخ سقط مئة منها داخل القطاع فيما تمكن نظام “القبة الحديدية” من التصدى لعدد كبير منها. فماذا نعرف عن هذا النظام وكيف يعمل؟
فى إبريل/نيسان من عام 2010 كشفت شركة رافائيل اليهودية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة النقاب عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه إسم “القبة الحديدية” ويستطيع إعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التى أطلق حزب الله اللبنانى العديد منها على أرض فلسطين المحتلة خلال حرب عام 2006.
وقد تم نشر نظام “القبة الحديدية” فى صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة الذى أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستعمرات بالأرض المحتلة.
وتم لاحقاً نشر بطاريات أخرى منه خصوصاً قرب مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة.
وتعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لإعتراضها.
وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً.
وفى فبراير/شباط من عام 2019 أعلن الجيش الأمريكى عن خطط لشراء وإختبار نظام القبة الحديدية اليهودى.
وقدمت الولايات المتحدة بالفعل دعماً كبيراً لتطوير وإنتاج النظام، وتأتى بعض مكوناته بالفعل من الشركات الأمريكية.
وفي بيان بهذا الصدد، قال الجيش العبرى إن عملية الشراء تمت بسبب “الإحتياجات الفورية” للجيش الأمريكى.
وقال باتريك سيبر، الكولونيل بالجيش الأمريكى حينئذ: “رغم أن القبة الحديدية قيد الإستخدام العملياتى من قبل القوات الجوية العبرية منذ عام 2011 فإنه سيتم تقييمها وتجربتها”
يواجه النظام الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات إنتقادات بسبب تكلفته الباهظة، ويذكر أن هذا النظام الذى تطلب تطويره مليارات الدولارات، يواجه إنتقادات بسبب تكلفته الباهظة، ولكن برغم التكلفة الكبيرة، قال قادة يهود فى تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء فى عام 2014 إن تلافى أضرار الصواريخ بفضل القبة الحديدية يخفف من حدة الضغوط الداخلية الداعية الى تصعيد الهجوم الجوى على غزة الى غزو بري.
وقد حذر مسئولون يهوديون فى عام 2014 مما أطلقوا عليه إسم “سياحة القبة الحديدية” أى اطمئنان اليهوديين الى أداء النظام مما يجعلهم يتابعون إعتراض الصواريخ بدلاً من البحث عن ملاجئ آمنة.
وكان جيفرى وايت، خبير الدفاع بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قد قال لبى بى سى فى عام 2012: “لا تمثل القبة الحديدية تحولاً إستراتيجيا، فهى تعطى بعض ا للكيان الغاصب لميزات الهامة فى التعامل مع القذائف الصاروخية، بما يقلل من معدلات القتلى والجرحى والدمار وبما يوفر مرونة فى التعامل مع الهجمات، كما تساعد على تقويض أهداف العدو، لكنها لا تنهى التهديدات”
نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريراً فى شهر مايو/ أيار 2021 بعنوان: “كيف إخترقت حماس درع القبة الحديدية الشهير للكيان” كتبه مراسلها فى الشرق الأوسط كامبل ماكديارميد ومراسلها جيمس روثويل من تل أبيب.
وأشارت الصحيفة الى تساؤلات واجهها الجيش اليهودى حول ما إذا كانت القبة الحديدية بحاجة الى تحديث، بعد مقتل خمسة مدنيين يهوديين فى هجمات صاروخية، وأشارت الى أن النظام، الذى يقول مسئولون يهوديون إن معدل إعتراضه يبلغ 90 %، جنّب بالفعل للكيان الغاصب خسائر فادحة فى الأرواح.
لكنّ محللين يهوديين قالوا إن “مصادر إستخباراتية كانت بدأت بالتحذير منذ بعض الوقت” من أن حركة حماس حسنت بشكل كبير أسلحتها لدرجة أنها قد “تخترق درع القبة الحديدية” بحسب الصحيفة، ونقلت الصحيفة عن محلل الشئون الإستخباراتية فى صحيفة جيروزاليم بوست، يونا جيريمي بوب، قوله إن “القبة الحديدية كانت تعانى دائماً من نقاط ضعف” فى إشارة الى معدل نجاح النظام. لكنه أكد أن ذلك لا يعنى أن القبة الحديدية لم تعد فعالة.
وقال العميد اليهودى المتقاعد أمير أفيفى إن القبة الحديدية تعمل على النحو المنشود: “تم تصميم النظام لأحداث أكبر بكثير” وأضاف: “يمكن للقبة الحديدية التعامل مع حجم هائل من الصواريخ”
وقال المتحدث العسكرى اليهودى جوناثان كونريكوس “كان من الممكن أن يكون عدد القتلى والجرحى اليهوديين أكبر بكثير لولا نظام القبة الحديدية العبرى”
وقال ستيفن واغنر، وهو محاضر فى الأمن الدولى فى جامعة برونيل فى لندن، للصحيفة: “رغم أن أداء القبة الحديدية اليهودية ملفت لكن يجب أن يكون ذلك أيضاً تذكيراً صارخاً بعدم تكافؤ هذا الصراع” وأضاف: “ذخيرة حماس بسيطة ورخيصة ويمكن أن تخترق من حين لآخر نظاماً دفاعياً أنفق عليه مئات ملايين الدولارات بتمويل من الولايات المتحدة” وأشارت الصحيفة الى أن العدد الهائل من الصواريخ التى فى أيدى المقاتلين الفلسطينيين، والتى تم إنتاجها ببضع مئات من الدولارات لكل منها، يمكن أن تشكل تهديداً على القبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ إعتراض نحو 50 الف دولار، وفقاً للجيش اليهودى.
ومع ذلك، تقول العبريه إنّ “نظامها الدفاعى المكلف يستحق كل قرش أنفق عليه” بحسب الصحيفة.
وفى يوليو/تموز من عام 2014 اطلعت بى بى سى على أدلة يبدو أنها تؤكد أن قراصنة الكترونيين تمكنوا من الإستيلاء على عدة وثائق عسكرية سرية من شركتين حكوميتين يهوديتين طورتا “القبة الحديدية” وأعلن عن تلك الخروقات للمرة الأولى على مدونة براين كريبس لشئون الأمن. ونفت الشركتان أن تكون الشبكات الخاصة بهما قد تعرضت للاختراق، غير أن الفريق الذى إكتشف الإختراق مكن بى بى سى من الإطلاع على تقرير إستخباراتى يشير الى أن مئات الملفات قد نسخت.
وتتعلق الوثائق التى سُرقت على مدار أشهر عدة بما يلى:
صواريخ أرو 3.
طائرات بدون طيار.
قذائف صاروخية.
وتتبعت شركة سايبر إنجنيرنغ إى إس آى أنشطة قراصنة الإنترنت على مدار ثمانية أشهر فى الفترة ما بين عامى 2011 و2012. وأوضحت أن البيانات التى سعى القراصنة وراءها كانت معلومات ذات صلة بالقبة الحديدية.
وكان تقرير شركة سايبر إنجنيرنغ إى إس آى، الذى أعد فى عام 2013، قد أشار الى أن الهجمات حدثت بإستخدام أدوات معقدة كالتى يستخدمها قراصنة الإنترنت الصينيون لإختراق شركات الدفاع الأمريكية وهى الهجمات التى نفت الحكومة الصينية حينئذ تورطها فيها، وقالت الشركة إن “البيانات التي جمعتها تتضمن إشارات قوية الى أن القائمين على تلك الهجمات من الصين”