الدكروري يكتب عن سبب سجن ابن القيم مع ابن تيمية


بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب التاريخ الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام إبن القيم الجوزية وهو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي الحنبلي، وقيل أنه تم سجن الإمام ابن القيم مع الإمام ابن تيمية في شهر شعبان سنة سبعمائة وست وعشرين من الهجرة، وذلك بسبب إنكاره لشد الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدرة وشُهر به على حمار، ويذكر بعض المؤرخين أن هذه السجنة هي نفسها التي سُجن فيها مع شيخه ابن تيمية، فقد اعتقل ابن تيمية في يوم السادس عشر من شهر شعبان سنة سبعمائة وست وعشرين من الهجرة، وذلك بسبب ما أفتى به من المنع من شد الرحل إلى قبور الأنبياء.
ويذكر ابن كثير الأحداث التالية لحبس ابن تيمية، أنه في منتصف شهر شعبان أمر قاضي القضاة الشافعي بحبس جماعة من أصحابه في سجن الحكم، وعزر جماعة منهم على دواب ونودي عليهم، ثم أطلقوا، سوى ابن القيم فإنه حبس في القلعة وسكتت القضية، فكان سبب سجن ابن القيم هو نفس السبب الذي سجن من أجله ابن تيمية، فسُجن بجانبه في القلعة، ولكنه كان منفردًا عنه، ويذكر تقي الدين المقريزي ملابسات هذه الواقعة بتوسع وأن ابن القيم ضُرب قبل أن يحبس فيقول، وفي يوم الاثنين سادس شعبان حبس تقي الدين أحمد بن تيمية، ومعه أخوه زين الدين عبد الرحمن بقلعة دمشق، وضُرب شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيِّم الجوزية، وشُهر به على حمار بدمشق، وسبب ذلك أن ابن قيم الجوزية تكلم بالقدس.
في مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء، وأنكر مجرد القصد للقبر الشريف دون قصد المسجد النبوي، فأنكر المقادسة عليه مسألة الزيارة، وكتبوا فيه إلى قاضي القضاة جلال الدين القزويني وغيره من قضاة دمشق، وكان قد وقع من ابن تيمية كلام في مسألة الطلاق بالثلاث أنه لا يقع بلفظ واحد، فقام عليه فقهاء دمشق، فلما وصلت كتب المقادسة في ابن القيِّم، كتبوا في ابن تيمية وصاحبه ابن القيم إلى السلطان، فعرف شمس الدين الحريري قاضي القضاة الحنفية بديار مصر بذلك، فشنع على ابن تيمية تشنيعا فاحشا، حتى كتب بحبسه، وضُرب ابن القيم، وقد ظل ابن القيم محبوسا، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة ابن تيمية، وذلك أن ابن تيمية توفي في محبسه بالقلعة في اليوم العشرين من شهر ذو القعدة سنة سبعمائة وثماني وعشرين من الهجرة، وأفرج عن ابن القيم في يوم الثلاثاء العشرين من شهر ذو الحجة.