عودة سوريا للحضن العربى وجامعة الدول العربية

كتب/ أيمن بحر

اللواء رضا يعقوب خلال متابعته عودة سوريا للحضن العربى وجامعة الدول العربية رصد، إن التطبيع العربى مع الأسد أصبح واقعاً، حيث تلقى الأسد دعوة رسمية من المملكة العربية السعودية للمشاركة بالقمة العربية التى تعقد فى بمدينة جده، وصدر قرار جامعة الدول العربية بإستئناف النشاط السورى وإنتهاء القطيعة، نجحت الرياض فى هذه العودة.
بعد عزلة طويلة.. الأنظار تتوجه لمشاركة الأسد فى قمة السعودية، تعد عودة نظام الرئيس السورى بشار الأسد الى المحفل العربى إشارة على إنتهاء عزلة بلاده التى مزقتها الحرب، بعد أن ظلت معظم الدول العربية تنأى بنفسها عنه إثر قمعه للإحتجاجات على حكمه فى 2011 والحرب الأهلية التى نشبت بعد ذلك.
تعد عودة نظام الرئيس السورى بشار الأسد الى المحفل العربى إشارة على إنتهاء عزلة بلاده التى مزقتها الحرب.
بعودة نظامه الى حضن الجامعة العربية، يبدو أن العزلة التى فرضتها معظم الدول العربية على الرئيس السورى بشار الأسد، بعد قمعه للإحتجاجات على حكمه قبل أكثر من 10 سنوات، قد إنتهت، الجيش السورى إستعاد السيطرة على معظم البلاد بدعم من إيران وروسيا وجماعات مسلحة شبه عسكرية.
وفي الوقت الذى يبدو فيه أن الدول العربية أخرجت الأسد من عزلته، فإنها تطالبه أيضاً بالحد من تجارة المخدرات المزدهرة فى سوريا وتمكين لاجئى الحرب من العودة، مع ذلك يمثل هذا التطور تحسناً مذهلاً فى حظوظ الرئيس السورى.
ويقول ديفيد ليش أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ترينيتى فى تكساس “هذه بالتأكيد لحظة إنتصار لبشار الأسد، حيث يتم قبول (عودته) مرة أخرى فى جامعة الدول العربية، وفى العالم العربى، بعد النأى عنه وفرض العزلة عليه لأكثر من عقد”
وعبرت عدة دول منها قطر والكويت عن معارضتها لعودة الأسد. لكن القمة ستبرز على الأرجح حقيقة أن قطر قلصت طموحاتها فى أن تكون لاعباً دبلوماسياً رئيسياً فى المنطقة وقبلت بدور سعودى مهيمن.
ولا يمثل الأسد القضية الخلافية الوحيدة بين العرب، فالجامعة منقسمة حول مسائل عدة منها التطبيع مع الكيان الغاصب العبرى اليهودى وسبل دعم القضية الفلسطينية والأدوار الإقليمية لتركيا وإيران والى أى جانب تنحاز فى السياسة العالمية التى تشهد حالة إستقطاب.
كما يحضر القمة فى مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر مبعوثون من طرفى الصراع فى السودان. ومن المتوقع أن يهيمن هذا الصراع على المناقشات. وتستضيف السعودية محادثات بشأن وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية فى السودان منذ أسابيع.
تسعى السعودية لإرسال رسالة مفادها أن العرب سيعملون معاً، هذا وفقاً لما يراه عبد الله با عبود مدير كرسى دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية والأستاذ الزائر فى جامعة واسيدا في طوكيو، ويقول با عبود “هذا يساعدها (الرياض) ليس فقط من حيث مكانتها فى الشرق الأوسط، ولكن أيضاً فيما هو أبعد من ذلك فيما يتعلق بالتعامل مع القوى الدولية سواء كانت الولايات المتحدة أو أوروبا أو الصين”
وواشنطن متشككة فيما يتعلق بعودة الأسد الى الجمع العربى. وقدمت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطى والجمهورى مشروع قانون فى الأسبوع الماضى يهدف الى منع إعتراف الولايات المتحدة بالأسد كرئيس لسوريا والى تعزيز قدرة واشنطن على فرض عقوبات.
ومن المرجح أن تؤدى عودته الى جامعة الدول العربية الى إحياء التساؤلات حول سجله فى مجال حقوق الإنسان. وقال محققون فى جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة إن القوات الحكومية إستخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من عشرين مرة خلال الحرب الأهلية السورية. ونفت سوريا مراراً إستخدام أسلحة كيماوية. لكن الأسد أثبت قدرته على الصمود رغم ضغوط قوى غربية ودول عربية دعمت أعداءه فى الحرب.
وتشكل الأزمة السورية وصراعات إقليمية أخرى منها اليمن وليبيا مزيداً من التحديات لجامعة الدول العربية التى غالباً ما تتسبب الإنقسامات الداخلية فى تقويض دورها. ويقول القادة العرب إن الأمن أهم من الديمقراطية.
قال جوزيف ضاهر الأستاذ فى معهد الجامعة الأوروبية فى فلورنسا بإيطاليا “هناك بالفعل إستعداد فى السنوات القليلة الماضية من قبل السعودية وجهات إقليمية فاعلة أخرى لتعزيز شكل من أشكال الإستقرار الإستبدادى فى المنطقة” وأضاف “على الرغم من الخلاف المستمر بين مختلف الدول… فإن لديها موقفاً مشتركاً يتمثل فى الرغبة فى العودة الى وضع مشابه لما كان عليه قبل إنتفاضات 2011” أو ما عرف بالربيع العربى.
تأتى قمة هذا العام أيضاً فى الوقت الذى تعاني فيه تونس ولبنان من تفاقم التضخم والبطالة والغضب الشعبى، لكن السعودية والإمارات وضعتا نهجاً جديداً للتعامل فى أوقات الأزمات، مفاده أن زمن المساعدات دون قيود أو التزامات قد ولى.