اخبار عالمية

مشاهد عنف ضد الصحفيين وتوتر فى القدس يهدد بنقض الهدنة

كتب/ أيمن بحر

مسيرة الأعلام للكيان الغاصب اليهودى العبرى: مشاهد عنف ضد الصحفيين وتوتر فى القدس يهدد بنقض الهدنة واجه صحفيون فلسطينيون وأجانب عنفاً أثناء تغطية مسيرة الأعلام اليهودية التى إنطلقت يوم الخميس الموافق 18/5/2023فى القدس الشرقية.
وقام عدد من المشاركين فى المسيرة بإلقاء الحجارة والعِصىّ والزجاجات على الصحفيين عند مدخل باب العامود (باب دمشق) ،مردّدين هتافات عنصرية، بينها “الموت للعرب”
وأدان الأردن سماح للكيان الغاصب لأحد أعضاء حكومتها وأعضاء من الكنيست رفقة متشددين بإقتحام المسجد الأقصى والقيام بتصرفات إستفزازية تحت حماية الشرطة بحسب بيان للخارجية الأردنية تضمّن تحذيراً من تفاقم الأوضاع فى القدس. وعبر وزير يهودى، برفقة أعضاء من الكنيست ومجموعات يهودية، ساحات المسجد الأقصى.
ومن جانبها، قالت حركة حماس في بيان لها إنها لن تسمح للإحتلال اليهودى بتمرير مخطط بسط سيادته أو فرض سيطرته على المسجد الأقصى من خلال (تشجيع) مسيرة الأعلام للمستوطنين، أو (غض الطّرف) عن الإقتحامات المتكررة له ودعا الناطق بإسم حماس، عبد اللطيف القانوع الى حشد كل طاقات الأمة وإستنهاض شعوبها لنصرة المسجد الأقصى والمحافظة على هويته وإفشال مخططات الإحتلال بتقسيمه أو بسط السيطرة عليه، على حد تعبيره.
وإقتحم أكثر من الف عبرى من الجماعات اليهودية المتشددة باحات المسجد الأقصى صباح يوم الخميس.
وتوافد الآلاف من القوميين اليهود الى مركز المدينة فى القدس الغربية، لأداء رقصة الأعلام فى طريقهم الى الحى الإسلامى فى البلدة القديمة، بمشاركة وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش مع إنتشار عناصر من الشرطة اليهودية. وخرجت جماعات متفرقة من اليهوديين تحمل الأعلام منذ ساعات الصباح الى البلدة القديمة وتحديدا باب العامود، وقد رافقتهم وزيرة المواصلات وعضوة الكنيست عن حزب الليكود ميرى ريغيف.
وتصدّت الشرطة اليهودية لإحتجاج نظمه ناشطون من حركة “فرى جيرزواليم” اليسارية الرافضة لمسيرة الأعلام فى القدس بعد قيامهم بسدّ شارع فى المدينة، كما أعلنت الشرطة إعتقال عشرة أشخاص حتى الآن.
وتعهدت الشرطة اليهودية بالتصدى لحالات إنتهاك القانون، لكنها القت باللآئمة على عناصر إرهابية إقليمية فيما قالت إنه “تحريض على العنف” ضد مسيرة الأعلام عبر وسائل التواصل الإجتماعى.
ووصفت قيادات فى السلطة الفلسطينية مسيرة الأعلام اليهودية بأنها عمل إستفزازى متهمين وزيرَى المالية والأمن القومى اليهودى بمحاولة زرع بذور الصراع
ويجوب الآلاف من اليهوديين المتشددين شوارع البلدة القديمة فى القدس، فيما يُعرف بـمسيرة الأعلام، وسط مخاوف من إندلاع عنف مع فصائل فلسطينية. وإضطر فلسطينيون، على طول طريق المسيرة، الى إغلاق أبواب منازلهم ومحالهم التجارية، خوفاً من التعرّض لمضايقات.
وتمثّل مسيرة الأعلام استعراضاً للقوة من جانب القوميين اليهود، بينما تمثل على الجانب الآخر إستفزازاً صارخاً للفلسطينيين الذين يرون فيها محاولة لنقض علاقتهم بالمكان.
المسيرة، التى تشهد عادة رقصاً بالأعلام اليهودية وترديداً للشعارات، تمرّ من الحى الإسلامى ومنطقة باب العامود، ما ينذر بتصعيد محتمل بين اليهوديين والفلسطينيين فى المدينة التى تشهد توترا بالأساس.
ووافقت الشرطة العبرية على المسار الأسبوع الماضى وقالت إنها تخطط لنشر نحو 2500 شرطى لحماية المتظاهرين والحفاظ على النظام وتأمين المسار. ونصبت الشرطة اليهودية نقاط تمركز على مقربة من باب العامود، الذى يمثل نقطة تجمّع محببة الى الفلسطينيين، من حيث ستدخل مسيرة الأعلام اليهودية البلدة القديمة.
وقال إيتمار بن غفير يوم الأربعاء فى رسالة وجهها عبر الفيديو، إن عناصر الشرطة ستتصدى لأى محاولة تستهدف إفساد الإحتفالات. وتعهّد الوزير اليمينى المتطرف بأن تمضى “مسيرة الأعلام … صعود اليهود الى جبل الهيكل من دون أن يتعرّض أحد لخطر أو أذى
وشهدت السنوات الأخيرة توتراً بين اليهوديين والفلسطينيين؛ وفى عام 2021، تعرّضت مدينة القدس لقصف صاروخى من قِبل الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة تزامناً مع بدء خروج المسيرة ما أدى الى تفريق جموع المشاركين فيها.
وإندلعت على أثر ذلك مواجهة عسكرية بين الكيان الغاصب وحركة حماس فى غزة أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 250 شخصا فى القطاع و13 في اليهود.
وبالتوزاي مع مسيرة الأعلام اليهودية فى القدس، من المخطط أن تنطلق مسيرة فى قطاع غزة على الحدود مع الأرض المحتلة.
وفى هذا العام، تبدو إحتمالات التصعيد ضئيلة مع خروج مسيرة الأعلام، لا سيما وأنه لم يمض بعد سوى أيام على التوصل إلى هدنة بعد موجة من العنف بين اليهود وحركة حماس.
ودعت مصر، التى توسّطت لإبرام هذه الهدنة يوم السبت، كلا من الكيان الغاصب والفصائل الفلسطينية الى خفض أسباب التوتر قبل موعد خروج مسيرة الأعلام.
ويحتفل اليمين اليهودى المتشدد بما يسمّيه يوم توحيد القدس وهو اليوم الذى احتلت فيه أرض فلسطين الجزء الشرقى من القدس فى عام 1967 لتقع المدينة المقدسة بالكامل تحت السيطرة اليهودية.
والى جانب نشْر الآلاف من عناصر الشرطة لتأمين مسيرة الأعلام، تمنع الحكومة العبرية الفلسطينيين – من غير سكان البلدة القديمة – من الدخول اليها فى هذا اليوم، كما تفرض إغلاقاً على كافة المحالّ التجارية الفلسطينية فى البلدة القديمة.
وعادة ما تبدأ المسيرة اليهودية من مركز غربى القدس ثم تدخل البلدة القديمة مروراً بالحىّ الإسلامى. وتنتهى المسيرة عند الجدار الغربى للمسجد الأقصى (حائط البراق عن المسلمين وحائط المبكى عند اليهود)
وقد بدأت إحتفالات مسيرة الأعلام اليهودية فى عام 1974 لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامى 2010 و2016 بسبب المواجهات التى كانت تندلع بين المشاركين فى المسيرة من جهة وفلسطينيين من جهة أخرى.
والى جانب الفلسطينيين، يرى العديد من اليهوديين أن هذا الإحتفال عمل إستفزازى من قبل الجماعات القومية وحركات الإستيطان المتشددة، لا سيما مرورُها من الحى الإسلامى.

مقالات ذات صلة