اخر الاخبار

الدكروري يكتب عن ثناء أبو الحسن علي الإمام احمد بن حنبل


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب التاريخ الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام علي ابن المديني هو أبوالحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد، وقد جاء عن الإمام ابن المديني الثناء على الإمام أحمد بن حنبل في صبره في المحنة وقال إن الله أعز هذا الدين برجلين، أبو بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة، وقال ابن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه، وفي تاريخ بغداد أن عباس العنبري روى عنه أنه قال قوي أحمد على السوط وأنا لا أقوى، وقال ابن عمار ما أجاب إلى ما أجاب ديانة إلا خوفا.

وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية، وكان علي بن المديني ممن أجاب إلى القول بخلق القرآن في المحنة فنقم ذلك عليه وزيد عليه في القول، والصحيح عندنا أنه إنما أجاب خشية السيف، وقال ابن عدي سمعت مسددا ابن أبي يوسف الفلوسي يقول قلت لابن المديني مثلك في علمك يجيب إلى ما أجبت إليه، فقال يا أبا يوسف ما أهون عليك السيف، وعنه قال خفت أن أقتل ولو ضربت سوطا واحدا لمت وهكذا نجد أن ابن المديني رحمه الله دخل في المحنة خائفا على نفسه لا معتقدا صحة ذلك كما صرح بذلك عن نفسه وصرح غيره كما في النقول المذكورة وإن دخوله هذا أثر في إعراض بعض المحدثين عن الرواية عنه ولما كان قد تاب واعتذر بأن الذي حمله على الدخول الخوف على نفسه لم يلتفت إلى ما سلف منه.

وكثير من المحدثين فرووا عنه وعلى رأسهم الإمام البخاري الذي شحن صحيحه بالرواية عنه، وبلغ جملة ما رواه عنه في الصحيح ثلاثمائة وثلاثة أحاديث، وكما كان ابن المديني يستفيد من شيوخه فهم أيضا يستفيدون منه وقد صرح بعضهم بذلك فقال شيخه يحيى بن سعيد القطان كنا نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا، وقال سفيان بن عيينة يلومونني على حب علي، والله كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني، وقد ألف ابن المديني في الحديث مصنفات كثيرة العدد جليلة القدر، قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات وكان علي أحد أئمة الإسلام المبرزين في الحديث صنف فيه مائتي مصنف لم يسبق إلى معظمها ولم يلحق في كثير منها، وقد أورد الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث.

فهرست مؤلفاته نقله عن شيخه محمد بن صالح الهاشمي قال سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول هذه أسامي مصنفات علي بن المديني، وهم كتاب الأسامي والكنى وهو ثمانية أجزاء، وكتاب الضعفاء وهو عشرة أجزاء، وكتاب المدلسين وهو خمسة أجزاء، وكتاب أول من نظر في الرجال وفحص عنهم وهو جزء واحد، وكتاب الطبقات وهو عشرة أجزاء، وكتاب من روى عن رجل لم يره وهو جزء وكتاب علل المسند وهو ثلاثون جزءا، وإن مما يؤسف له أن هذه المكتبة الكبيرة لا وجود لها في الوقت الحاضر، وفي وفات الإمام علي بن المديني، قال البخاري مات علي بن المديني ليومين بقيا من شهر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين للهجرة، وقال الحارث بن أبي أسامة وغير واحد أنه مات في شهر ذي القعدة، وكانت وفاته في يوم الاثنين كما في التاريخ الكبير للبخاري .

مقالات ذات صلة