اخر الاخبار

محنه التعليم (٤) …

مقال الاستاذ محمد الجاعوص

يكتسب التعليم المصرى مكانة خاصة بسبب عراقته وقدم ظهوره واتساع تأثيره وانتشار النفع منه إنه هو التعليم الذى قاد حركة التنوير فى المنطقة وأضاء المصابيح فى ظل الظلام الدامس عبر التاريخ ..
فإن من المؤسف حقاً أن يتردى مستوى التعليم المصرى وتصبح بعض شهاداتنا المعتمدة لا تلقى الاحترام الذى تعودته ولا المكانة التى ارتبطت بها في كثير من الدول و تراجعت سمعت مصر التعليمية وهذا يأثر تلقائياً علي دورها الإقليمى ..

إن محنة التعليم هي الجرح الحقيقى لهذا الوطن الذى اشتهر تاريخياً بسماحة الحضارات واحتضان الثقافات والترحيب بالديانات عبر العصور وها هو اليوم يعانى بسبب تدهور التعليم على نحو ينعكس على باقى قطاعات الدولة ومؤسساتها المختلفة ومرافقها المتعددة وهو أمر كبير خطير يجي إعادة الرؤية فيه بشكر دقيق جداً…

أن قضية النهضة في الأمم هي تنبثق عن النظام التعليمى الرشيد والفكر التنويرى النهضوى الذى ارتبط دائماً بحركة صعود الدولة والمضى قدماً على طريق الحداثة والتقدم فالتعليم هو المفتاح لكل الأبواب من اول البحث العلمى وصولاً إلى التجربه الي التنفيذ مروراً بالثقافة والتألق الفكرى والوهج المشع الذى ينطلق من المواهب المطمورة والإمكانات الخفية لدى الأجيال الجديدة ..

إذا أردت أن ترتقى بشعب معين فإن عليك أن تقتحم ميدان التعليم برؤية بعيدة ووعى عصرى يدرك ما يدور فى عالمنا الذى يقذف بالمستجدات كل يوم وإذا كانت التكنولوجيا هى توظيف العلم فى خدمة الصناعة فإن التعليم يظل رافداً أساسياً فى توجيه المجتمعات إلى الأفضل

أن تدهور النظام التعليمى هو المسؤول عن كثير مما أصابنا من إحباطات وأزمات ومشكلات بل ونكسات أيضاً …!

لقد تحول التعليم المصرى إلى مظهر عام يفتقر إلى الجوهر وأصبحت العملية التعليمية شكلاً بلا مضمون التركيز فيه ينصب فقط على الظفر بشهادة وهى وثيقة شكلية لا تعبر عن الواقع ولكنها تستهدف الغرض الاجتماعى منها وهذا أمر كارثي …!

يجب أن تشعر بالقلق الشديد لان التعليم وحدث ولا حرج له مظاهر كتيرة في مصر مدارس أجنبية وأخرى مصرية تعليم دينى وتعليم مدنى مؤسسات علمية ذات طابع استثمارى وأخرى حكومية تعانى من نقص شديد فى الموارد والإمكانات ..

وهذه التعددية فى مدخلات العملية التعليمية تؤدى فى النهاية إلى تشويه المجتمع المصرى ووجود أكثر من مصر واحدة نتيجة التقسيم الذى صنعه النظام التعليمى المرتجل والذى لابد أن يؤدى فى النهاية إلى وجود صراع طبقى مكتوم قابل للانفجار أمام أى مشكلة عابرة …

وأخيراً و اولاً … التعليم .. التعليم .. التعليم .. إنه سبيل الخلاص وطوق النجاة وصانع الرؤية إلى المستقبل الذى نريده لأجيال قادمة يجب وقفه ونظرة وخطه لتصحيح المسار الذي يليق بالشعب المصري العظيم صاحب المجد والتاريخ المشرف وصاحب اليد العليا في تعليم العالم كله أمور كثيرة وهامه عبر مراحل الزمن .

مقالات ذات صلة