اخر الاخبار

الدكروري يكتب عن مزايا وصفات شيخ الإسلام عماد الدين


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر أن شيخ الإسلام عماد الدين أبو الفداء ابن كثير كانت من مزاياه هو الفهم الجيد وهذه الصفة من المنح الإلهية للإنسان، ومن التوفيق الرباني له، وتتأثر بالعوامل المكتسبة عن طريق الإخلاص، والتقصي والدراسة، والاستيعاب والاجتهاد، وتحري الدقة العلمية مما تساعد صاحبها بفضل الله تعالى وتوفيقه على الفهم الجيد، والإدراك الصحيح، والاستنتاج المقبول، لذلك يقول عنه تلميذه ابن حجي “وكان فقيها جيد الفهم، صحيح الذهن” وكما كانت لدية رحمه الله خفة الروح، وهذه الصفة من الصفات الحسنة للإنسان عامة، ومن عوامل التفوق والنجاح في التدريس والوعظ خاصة، وتدل على سماحة النفس، والاهتمام بالطلاب، والتخفيف عنهم، والترويح في التدريس.

وكان ما يميزه أيضا هو الالتزام بالحديث والسنة من صفات ابن كثير أنه كان حريصا على التزام السنة، والدعوة إلى اتباع السلف، وهو ما يظهر عند مراجعة مؤلفاته وكتبه، ولا غرابة في ذلك فهو المحدث الفقيه الحافظ لأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان ابن كثير رحمه الله يحارب البدع، ويدعو إلى تركها، ويساهم في إنكارها، ويفرح لإبطالها، ويسجل هذه المشاعر والعواطف والمبادئ في كتبه ومصنفاته، وكان يتتبع البدع ويتألم لوجودها، ويسعى لإبطالها، ويهلل لإلغائها، وكان ما يميز بن كثير عن غيره هو الخلق والفضيلة والموضوعية، حيث كانت أخلاق ابن كثير رحمه الله تعالى حميدة، ويلتزم الفضائل والقيم، وسعة الصدر، والحلم، والصداقة المخلصة، والتقدير لشيوخه.

فقد ترجم لعدد كبير منهم في تاريخه، وأثنى عليهم خيرا، وعدَّد مناقبهم، وأثبت فضائلهم، واعترف بالأخذ عن الأساتذة، وحسن الصحبة للزملاء والمعاصرين، وكما كان من فضائله وشمائله هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من المبادئ الإسلامية الرشيدة في الدعوة والنصح والإرشاد، والتكافل والتناصح بين أفراد الأمة والمجتمع، وهو واجب عيني على كل مسلم قادر ومستطيع أن يقوم به لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من رأي منكم منكرا فليغيرة” ويتأكد واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الدعاة والعلماء والمصلحين، ثم على الحكام والمحكومين، وكان ابن كثير يعرف واجبه في هذا الجانب الخطير، ويؤدي حقه في مرضاة الله تعالى للحاكم والمحكومين.

لا يبتغي بذلك إلا الأجر والثواب من الله تعالى، ولا يخشى في الله لومة لائم، فيقول الحق، ويقرر الشرع، ويؤدي الأمانة، ويبلغ حكم الله تعالى في كل الأمور والظروف والأحوال، ولو كان الأمر يتعلق بشئون الحكم، والخلاف بين الأمراء الذين يحاولون أن يتحصنوا بفتوى كبار العلماء، ويجعلوها ذريعة لتحقيق مآربهم.

مقالات ذات صلة