مقالات

هل نحن بصدد حرب إسرائيلية إيرانية في المدي القريب

الكاتب الصحفي يوحنا عزمي

بقلم : يوحنا عزمي

ما يجري في الشرق الأوسط في هذه اللحظات الحاسمة وتحديداً بين إسرائيل وإيران ، وينذر بحرب كارثية مدمرة ، هو تطور خطير وخطير جداً ، حرب سوف يفوق زلزالها العسكري والسياسي بمراحل ما حدث في حرب يونيو ١٩٦٧ التي كانت وقتها زلزالا واي زلزال ، فهذا التصعيد الإسرائيلي المفاجئ وبهذا الزخم غير المسبوق من التهديدات العنيفة والصريحة التي ترددت علي السنة كبار القادة العسكريين الإسرائيليين من وزير دفاع ورئيس اركان ورئيس المخابرات العسكرية في توقيت متزامن ضد البرنامج النووي الإيراني ، وتاكيدهم ان إسرائيل جاهزة لكل الاحتمالات والسيناريوهات في تعاملها مع الخطر النووي الإيراني ، يؤشر
بأن حربا إسرائيلية وشيكة ضد إيران في طريقها الآن إلي التنفيذ ولا اتصور اطلاقا ان يصدر هذا الإعلان الإسرائيلي عن الاستعداد للحرب ضد إيران بهذه الجرأة وبروح التحدي السافر ، إلا إذا كانت إسرائيل قد حصلت علي ضوء اخضر من الإدارة الأمريكية بأن ساعة الصفر قد حانت .. وان إسرائيل لن تكون وحدها في حربها ضد إيران والتي قدد تكون هي الأكثر عنفا وشراسة في تاريخ الشرق الأوسط .. حرب قد تغير للشرق الأوسط الكثير من معالمه الراهنة.

ومن هنا نقول إننا لسنا بصدد حرب عادية كغيرها من الحروب
التي شهدتها هذه المنطقة في الماضي ، ولكننا سنكون مع حرب سوف تحدث من الدمار ما لن ينجو من آثاره وتداعياته بلد واحد في الشرق الأوسط ، وقد نصبح امام تدخل عسكري امريكي مباشر بالقاذفات الثقيلة والمقاتلات الهجومية والاساطيل الأمريكية التي ترابط في قواعدها في الخليج لدعم إسرائيل التي يجمعها بالولايات المتحدة ميثاق دفاع مشترك والتزامات أمنية رسمية بموجب ميثاق القدس للتعاون الأمني الموقع في يوليو من العام الماضي بين الدولتين مما يجعل من إسرائيل محمية أمريكية خالصة وهو ما لا يجب ان يخالجنا شك فيه ، فايران لن تواجه إسرائيل وحدها انما ستواجه إسرائيل وامريكا معا ، ووقتها لا نعرف في اي اتجاه سوف تتداعي نتائج هذه الحرب التي قد تكبر ويتسع مداها بسرعة لتصبح ككرة الثلج ولنصبح امام شرق اوسط آخر.

وكدول كائنة في هذه المنطقة المنكوبة من العالم ، لا يمكن ان نبقي في موقع المتفرج علي ما يحدث من تطورات خطيرة متسارعة دون ان يكون لنا موقف معلن منه .. ولا اقصد بذلك
أن نحارب إلي جانب إيران ، ولكن ما اعنيه هو ان نقوم بدورنا
في تحذير العالم وبكل الوسائل المتاحة لنا من دبلوماسية وإعلامية ومن اتصالات دولية علي مستوي القادة الرؤساء ، بأن حربا جديدة في الشرق الأوسط ، سوف تلحق بالعالم كله أضراراً هائلة تفوق بكثير ما احدثته الحرب الأوكرانية ..

وان علي العالم ان يتكتل لمنع نشوب هذه الحرب ، وهذا هو اقل
ما يمكننا ان نفعله لاننا في بؤرة الخطر ولسنا بعيدين عنه. واما
ان ننجح او نفشل في مسعانا فهذا امر ندعه لظروفه ، والمهم هو
ان نتحرك.

مقالات ذات صلة