اخر الاخبار

الدكروري يكتب عن المحدث الفقيه أبو القاسم الشافعي …


بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني وهو عبد الكريم ابن أبي الفضل وقد تعلم أبو القاسم الرافعي عند والده محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن رافع القزويني الرافعي الشافعي، الملقب بأبي الفضل، وكان ملازما لحضور الدروس عند والده، وكان تعليمه عنده أكثر من غيره، فأخذ عنه الفقه، وتعلمه عنده دراسة وشرحا وتحصيلا وتعليقا، ولم يذكر بعض المترجمين له أنه تفقه على غير والده، وقال ابن الملقن لا أعلم أحدا تفقه عليه غيره، لكن ذكر ابن قاضي شهبة أنه تفقه على والده وعلى غيره ولم يكن تعليمه مقصورا على الفقه، بل كان يشمل تحصيل مجموعة من فنون العلوم، فكان هناك درس للفقه، ودرس للتفسير، ودرس للحديث، بالإضافة إلى دروس أخرى في اللغة.

وعلم أصول الفقه وغير ذلك، وقد كان للرافعي اهتمام بتحصيل علم الحديث، من خلال قراءة متون الحديث وهي نصوص الحديث، وشروح الحديث، وروايته بالأسانيد، وعلم أصول الحديث ودرايته، وتحصيل أقوال العلماء، وكان يقوم بتلخيص ما تعلمه، وجمع محصلة التعليم في مدونات، أو ما يسمى بـالتعليقات، وهي كتابة ما يمليه الشيخ وجمعه، وقد تسمى أمالي، وكان يطلع على ما كان يكتبه والده من تعليقات أو أمالي جمعها والده أثناء دراسته عند مشائخه، وكان الرافعي يجيد قراءة الدروس بفصاحة، وقرأ على أبيه في سنة تسع وستين وخمسمائة هجرية، وروى عنه وعن عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران الفقيه، وحامد ابن محمود الخطيب الرازي، وأبي الكرم علي بن عبد الكريم الهمذاني.

وعلي بن عبيد الله الرازي، وأبي سليمان أحمد ابن حسنويه، وعبد العزيز بن الخليل الخليلي، ومحمد بن أبي طالب الضرير، وروى بالإجازة عن الحافظ أبي العلاء العطار، وعن أبي زرعة طاهر المقدسي، وأبي الفتح ابن البطي، وغيرهم ممن أخذ عنهم الرواية بالقراءة، أو السماع، أو حصل منهم على الإجازة، وكان والد الإمام عبد الكريم الرافعي هو محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن رافع القزويني الرافعي الشافعي، ويقال له بابويه وهو لقب كان يطلق عليه في صغره، فقد كان من عادة أهل قزوين أنهم يلقبون الصغير بلقب بابا أو بابويه، ومعناه سمي جده، وقد سمي باسم جده، ولكنه كره أن يطلق عليه هذا اللقب، ويلقب بمفتي الشافعية وكنيته أبو الفضل، وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة هجرية، أو نحوهما.

وتوفي أبواه وهو صغير، واحتضنه جده من قبل أمه أبو ذر، وقال عنه الرافعي وكان من عباد الله الصالحين، المشهورين بالصيانة وحسن السيرة، وقام جده بتسليمه إلى الكتاب، وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية، بأطيب مكسب، وبعد ما خرج من الكتاب، وهو في حد الصغر، وذهب به جده إلى مفتي البلدة وإمام أئمتها أبي بكر ملكداد بن علي العمركي، فتعلم عنده، وأخذ عن غيره مثل علي ابن الشافعي، وأبو سليمان الزبيري.

مقالات ذات صلة