اخر الاخبار

الدكروري يكتب عن المعاصي سبب كل عناء


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن أفضل نهاية ينتهي بها العبد المؤمن من هذه الحياة الدنيا والمفارقة، لا محالةَ هي نهاية الشهداء السعداء، وأَفضل الشهادة شهادة الأنبياء فأَتباع الأَنبياء ممن ينادون بما نادت به الأَنبياء من إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وحده، وإفراده بالحاكمية بحيث تحكم الأَرض بما أَنزله تعالى على رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله بطاعة الله واطلبوا الشهادة بصدق وإخلاص، فإن المعاصي سبب كل عناء، وطريق كل شقاء، ما حلت في ديار إلا أهلكتها، ولا فشت في مجتمعات إلا دمرتها وأزالتها، وما أهلك الله سبحانه وتعالى، أمه إلا بذنب، وما نجى وما فاز من فاز إلا بتوبة وطاعة، وبالمعاصي تدور الدوائر، ففاضت أرواح في غزوات بسبب خطيئة.

وقد خرج آدم من الجنة بمعصيته، وقد دخلت امرأة النار في هرة، فما الذي أهلك الأمم السابقة، وطمس الحضارات البائدة، سوى الذنوب والمعاصي، وإن المعصية عذاب، وإن المعصية وحشة، وإن المعصية حتى ولو كانت صغيرة مع الإصرار عليها تعمي البصيرة، وتسقط الكرامة، وتوجب القطيعة، وتمحق البركة، ما لم يتب العبد ويرجع خائفا وجلا، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” رواه مسلم، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم، أمته من الاغترار بالدنيا.

والحرص الشديد عليها في أكثر من موضع، وذلك لما لهذا الحرص من أثره السيئ على الأمة عامة، وعلى من يحملون لواء الدعوة خاصة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسُبوا أَصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أَن أَحدكم أَنفق مثل أحُد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه” وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال، كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبّه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسُبوا أَحدا من أصحابي، فإن أحدكم لو أَنفق مثل أحُد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه” رواه البخارى ومسلم.

مقالات ذات صلة