الدكروري يكتب عن ورثة الأنبياء


بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الله سبحانه وتعالى انتدب عباده إلى البذل في سبيله، فقال تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة” وقال تعالى كما جاء فى سورة المزمل ” وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا” فتسابق المؤمنون في هذا المضمار المبارك فهذا يبذل الأموال وآخر يتصدق بنصف ماله أو ثلثه وذاك يعد بالكثير من الإعانات والهبات، وآخر قد أوقف نفسه وفرغها في أعمال البر والخير، وإن الحديث عن العظماء من العلماء ليس أمرا سهلا، فمهما اجتهدت لتستوعب حياة أحدهم فسيعجز قلمك، ويقصر علمك، ويضيق المقام بذكر مآثره وأفضاله.
فهذا أحد ورثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وأحد مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، فهذا جبل من جبال العلم، وقمة من قمم الإسلام السامقة، وهذا إمام ملئ الدنيا علما وفقها وورعا، فأعلى الله ذكره، ونشر علمه بين الناس، فصار علمه وذكره يتناقل عبر الأجيال، حتى يومنا الحالي إلى ما شاء الله عز وجل، فهذا هو الإمام المقدم، والعلم البارز، والمصباح المنير، الإمام أبي حنيفة النعمان، والحديث عنه إنما هو من باب المحاولة لإبراز أهم ما في حياة هذا الإمام من محطات وإنجازات ليستفيد منها أبناء الإسلام، ويعرفوا القدوة الصحيحة في زمان انحرف فيها مفهوم القدوة، فصار بعض شبابنا يقتدون بالغرب وبما عنده من رموز وأسماء وشخصيات ربما كانت هابطة وفاشلة من مطربين.
أو ممثلين أو لاعبي كرة وغيرهم، ونريد من خلال سير هؤلاء العظماء من العلماء والفقهاء الأوائل إبراز القدوة المثلى تحفيزا لأبنائنا للاستفادة منها، وحتى ينأوا بأنفسهم عن الأمور الهزيلة الهابطة التي لا وزن لها في الحياة، ولا قيمة لها في التاريخ، وإن الإسلام اهتم بالعقل اهتماما بالغا، وذلك لأن العقل مناط التكليف، كما أن حفظ العقل مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأحد الكليات الست التي اتفقت كافة الشرائع والأديان على حفظها، وقد أرشدنا الله عز وجل إلى استخدام نعمة العقل في التفكر والتأمل في ظواهر الكون للوقوف على عظمته، كما أن المتتبع للبيان القرآني يلاحظ الحض على التعقل والتفكر بصيغ متعددة، وأن المتأمل في الشريعة الإسلامية.
يجد أنها قد حثت العلماء على إعمال العقول بالاجتهاد لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، بما ييسر للناس أمور حياتهم، وتنصلح به أحوال معاشهم ومعادهم، مع الحفاظ على ثوابت الشرع الشريف وعدم المساس بها، وأن المتأمل في الشريعة الإسلامية، يجد أنها قد حثت العلماء على إعمال العقول بالاجتهاد لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، بما ييسر للناس أمور حياتهم، وتنصلح به أحوال معاشهم ومعادهم، مع الحفاظ على ثوابت الشرع الشريف وعدم المساس بها، حيث يقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ، فله أجر.