دعوه لمشاهدة المطر….قصه قصيرة

بقلم / محمد اليظي

ربما لا أدرى كم مر من الوقت وأنا أفكر جاهداً أن أنشر تلك القصه ولكن أنا الأن رجل مريض طاعن فى السن فقد تخطيت السبعين ويزيد ولكن الشيء الذي دفعني لكتابة تلك القصه أن الكتابه هى أخر ماتبقى لى من متع تلك الحياه … فقد أكل منى المرض وشرب ولا أقوى حتى على الحركه والتنزه فى الطرقات كعادتى منذ كنت شابا فى العشرين من عمرى فقد كنت أسير فى الطرقات ليل نهار ويدانا متاشبكه معا نخطط لأحلامنا … وكنا ليلة الخميس الأول من كل شهر نستمع سويا لأم كلثوم ولنا فى هذا ذكريات عديده … أنى الأن أجاهد المرض وأتمسك بالحياه كى أكتب قصتنا …علها تقراءها إذا كانت على قيد الحياه أو ربما يقراءها لها أحد أحفادها … أننى الأن أستمع لنفس تلك الحفله أنها أغنيتى سلوتى فى ظلام ذلك الواقع المؤلم..هل تذكرين ياحبيبتى أول مره كان اللقاء فى هذه الحفله عندما غنت لأول مره ام كلثوم على المسرح رائعة العظيم محمد عبد الوهاب أنت عمرى قلت لى يومها أننى أود لو كان لى مثل هذا الفستان وقلت أيضاً أنها ليله من ألف ليله وخرجنا من تلك الحفله فى أنتشاء جميع الحضور كانوا جاحظى العيون وكنت تقولى لى أنهم ينظرون لنا وكأنه لايوجد غيرنا فى القاعه وقلت لكى فتاتى أن الحب تاج الحياه أنه نسمات الربيع تعلن عن نفسها دون سابق إنذار… وسهرنا يومها حتى الصباح وأشترينا الصحف التى تحدثت عن الحفل وفستان السيده أم كلثوم أحسست يومها أنه أنا وأنتى والكون كله لنا مرت الأعوام ياحبيبتى أنا والقصائد التى نظمتها فى حسنك الفتان ….وكان زملائنا دائمى القول .من أجل عيون عايده ..فقد كانت عيناك أجمل عيون . .. لماذا هجرت أهنت عليكى ولماذا مرت تلك السنون وهل ضاع غرامنا فى دروب النسيان … سأحكى قصتى معكى عسى يكون فى ذلك مايعزينى وسماع خيالى … ولكن يافتاتى ياصاحبة أجمل عيون فى الجامعه الأمطار الغزيره خارج المنزل تعلن عن نفسها دون استأذن فهل تسمحى لى أن أنزل وأبحث عن الدواء نعم فقد أكد على الأطباء ألا أتكاسل فى أخذه ..على أن أتحامل ولا أعرى هذه الأمطار أية اهتمام نعم .. وحين هممت بإغلاق باب المنزل نظرت بعمق وحزن لصورتها وأمسكتها ولمحت فيها أيامى الضائعه.ياالله كيف مرت تلك السنوات .. قاطع تأملى أصوات الرياح العاتيه فأغلقت الباب متأهبا للنزول للخارج…كنت أسير بمحاذاة الرصيف خوفاً من التعرض للصدام مع السيارات الماره وأنا أتذكر وتعطر ذكراك خيالى ونفسى التى تشتاق لرؤياك .. نظرت يمنة ويسره باحثاً عن أقرب صيدليه كى أشترى الدواء وأعود مسرعاً قبل أن ينهمر المطر أكثر من ذلك ..مثل ذلك المطر كان أحب شيء لقلبى فهو يحمل أجمل وأرق الذكريات..نعم حبيبتي فقد كنا نسير تحت المطر وكأنه ماانهمرت السماء مطرا إلا لتحيتنا…وكنا نحلم ونعيش المستقبل تحت قطرات هذا المطر … ماهذا الصوت ليس بصوت المطر ..نعم أنه صوت آلة التنبيه لدى إحدى السيارات الماره .. إلا ينتظر حتى أمر من أمامه بسلام .ماذا دهاه هكذا أنه ولاشك شاب أو فتاه على عجله من أمره..سأستدير كى أوبخه على فعلته إلا يرحم سنى .. إلايرئف بحالى.. لم ينتظر ورأيت أحدهم يفتح باب السياره..ويندفع ناحيتى غاضباً.. لم اسمع ماقال أو لم أشىأ أن أنتبه إليه..نظرت متفحصا لتلك العجوز الثابته فى مقعدها الخلفى . كانت تحاول مجاهده نفسها أن تدارى عينها عنى . نظرت فوجدت أن الضوء يزعجها هكذا أحسست .. ولكن يالهول ماأرى أنها أنها هى نعم فتاتى عايده صاحبة أجمل عيون فى الجامعه..ماالذى فعله بها الزمن ..لقد مر أكثر من نصف قرن ويزيد على لقاؤنا الأخير.. ولكنها لاتعرفنى هل الضوء جعلها لاترانى بوضوح .حسنا ساأقترب منها وأحادثها . وأقتربت لأتأكد نعم هى .. أنفاسها..رائحة العطر…نفس العيون … قلت لها .سيدتى هل تودين المساعده .. قالت بصوت متحشرج.. كلا سيدى . … قاطعنى قائد السياره وقد كان على مايبدو شاب فى العشرين من عمره ..شيخى الجليل أنها تتحدث بصعوبه وهى عمياء لاترى وقد حاول الأطباء بذل كل الجهود وأتعبوا أنفسهم أملين أن يعود إليها نظاريها ولكنها إرادة الله…ولارد لقضائه.. قلت نعم يابنى .ومن تكون أنت.. قال لى أنا حفيدها … قلت له وأنا أكاد أبكى ماذا جرى لها فأنا كنت ..وهنا حبست أنفاسى ولم أكمل..كنت سأحكى له حكايتى معها … وأسرع هو ليتحدث …ياسيدى أعز الناس قد يفقد أعز مايملك حين يفقد الحب ويضيع مع ضياع ذلك الحب … قلت له نعم ياولدى .. فقد عشت قصة تشبه ذلك الحديث الذى ترويه … قال لى ياسيدى جدتى تزوجت رجلاً من دولة أخرى وكانت شديدة الإخلاص له ولكن كان هو فى قلبها كان يعيش معها فى أفكارها وتصرفاتها ولكن لم تخن جدى حافظت على كرامته حتى رحل عنها ..قلت له وهل ضاع ناظريها حزناً على فقد جدك الراحل .. خاطبنى قائلا..كلا سيدى أنها الذكريات وقدر قد قدرته السماء على تلك المحبه المسكينه وأنى أتساءل هل رآها من أضاعت نظاريها لأجله هل هو يرى أويحاول أن يرى كيف أصبحت…بكيت وأنا أستمع لحديثه … لقد فقدت جدتك إذن ناظريها لأجل ذلك الرجل .. قال لى كلا سيدى .. أنه صندوق كانت تحفظ فيه وتخبيء ذكرياتها مع ذلك العاشق .. قلت له نعم بنى أكمل حديثك ..قال لى عندما أحترق داخل مابالصندوف فقدت جدتى الرغبه فى أن ترى أى شىء آخر فقد كان الصندوق ومافيه العالم كله لجدتى … قلت له وماذا كان فى هذا الصندوق يافتى… قال لى قصائد وأوارق وخطابات كانت تحفظها داخل هذا الصندوق كانت تخبىء فيه ماتبقى منه كان الصندوق يحوى ذكرياتها قاطع حديث ذلك الفتى أصوات أالات التنبيه تعلن أن المرور فى الطريق قد توقف … قلت له حسنا بنى لتمضى فى طريقك ..نظر إلى هل لى فى توصيلك لمكان ما .. قلت له أن منزلى فى الشارع المجاور فقط خمس دقائق واصعد لفراشى كى أتدفىء.شكرا يافتى … أغلق باب السياره ومضى ومضى معه قلبى .. قلت له فى نفسى ليتك ماتحركت من مكانك.. أنه الصندوق وأنها القصائد حتى هذه ضاعت ولكن أحمد الله أنها الدعوه الأخيره لمشاهدة المطر لقد دعتنى حبيبتى ولبيت الدعوه. على أن أصعد لمنزلى. سأكمل القصه إلى تلك اللحظه التى قابلتها وهى سيده عجوز قد طعنت فى السن..وساحكى لكم عن سبب ابتعادانا تلك السنوات فإلى المنزل كى أكمل القصه … تحياتى .العجوز العاشق …والشاعر القديم … قصه قصيره..بعنوان …دعوه لمشاهدة المطر.. بقلم محمد اليظى