أين حقوق الإنسان والحريات فى أفريقيا


بقلم : يوحنا عزمى
أهل مكة أدري بشعبها كما يقولون .. وما يحدث في مالي والنيجر والجابون في غيرها من الدول الأفريقية هو شأن داخلي محض يخص شعوبها وحدها ، ولا حق لأي دولة خارجية التدخل فيه لتغييره لحساب مصالحها أولاً.
وفي كل ما نسمعه منهم ، لم يتحدث أحد في الغرب عن الفقر والتخلف والجهل والمرض الذي يفترس الكثير من دول القارة الأفريقية ، ويضعها في ذيل دول العالم بمعايير التنمية البشرية الشاملة رغم ثرواتها الطبيعية والإقتصادية الهائلة والتي كان من الممكن ان توفر لشعوبها كل أسباب التقدم والرخاء والازدهار.
ولم يقل أحد في الغرب ان هذه الأوضاع المأساوية من الفقر والتخلف التي تعيشها هذه الشعوب الأفريقية مع واقع أقل ما
يقال عنه أنه غير إنساني ، هو انتهاك صارخ لابسط حقوق الإنسان في الحياة الآدمية الكريمة والعدل الإجتماعي والحق في الرعاية الصحية والتعليم الجيد والمسكن اللائق وغير ذلك من الحقوق الإنسانية الأساسية التي كفلتها كافة الدساتير واكدتها مواثيق وإعلانات الإنسان الدولية وحظرت انتهاكها.
ولم يقل أحد في الغرب أنه في غياب تلك الحقوق والحريات الإنسانية والإجتماعية ، فإن اي حديث عن ديموقراطية سياسية حقيقية يصبح هو والهراء سواء ، فالديموقراطية لا تتحقق ولا تزدهر إلا في اجواء يتمتع فيها الناس بكافة حقوق المواطنة الحقيقية بما لها من حقوق وما عليها من واجبات ..
ومن ثم ، فإن ما يتحدثون عنه في الغرب من ديموقراطية كانت موجودة في كل تلك الدول الأفريقية وجاءت هذه الانقلابات العسكرية الأخيرة لتطيح بها ، هي كلها افتراءات ومغالطات وتصوير لواقع لم يكن له يوما وجود حقيقي علي الأرض .. والدليل علي ذلك هو مشاعر الابتهاج والفرح التي عمت الشوارع في عواصم كل تلك الدول مرحبة بالتغيير الجديد ..
ولو كان احساسهم ان ديموقراطيتهم ضاعت منهم علي أيدي القادمين الجدد إلي مقاعد الحكم ، لما كان ذلك هو رد فعلهم ولنزلوا إلي الشوارع محتجين عليه ورافضين له ، وهو ما لم
يحدث ولا أتصور أنه سوف يحدث.