اخر الاخبار

معركة الأرض الكبري



كتبت د/ آية محمود

هي المعركة الأولي والأخيرة التي واجه فيها إبليس جبريل ” عليه السلام ” في معركة تدعي ” معركة الأرض الكبري ” .

تعد أهم معركة في تاريخ البشرية ، بالرغم من أن عدد المقاتلين لم يتجاوز الفين ، الا أن موت المسلمين والنبي محمد كان حتميا فيها .

نزل المطر وغلب جيش المسلمين النعاس رحمة بهم من الرعب الشديد ، وتجسد ابليس في شكل بشري وقاد جيوش الكفار بنفسه تاركا عرشه تحت البحار ، ليقود جيش من البشر لاول مرة في التاريخ ، فهبط جبريل وانضم لجيش المسلمين ….حقا أنها معركة الهلاك التي ستخلد في التاريخ .

ولكن ما سيحدث بعدها أكثر غرابة سيقشعر جسدك وليس جسدك انت فقط ، فقط اقشعرت ابدان الصحابة أنفسهم حينما راوا رسول الله كما لم يروه من قبل .

خفقت قلوبهم وارتعبوا حينما رأوا ما فعله ، يقف أمام جثث الكفار ويخطب فيهم ، نعم كما أقول لكم يخطب في الجثث خطبة مزلزلة مرعبة .

كانت أول واخر خطبة لإخوان الكفار، وهذه الخطبة ستثير خوفك ورعبك من هولها.
ستعرف أن الله هو الحق الواحد فهل انت مستعد لنخبرك بما لا تتصوره.

التوقيت ١٦ رمضان في عام ٢ هجريا قبل غزوة بدر بساعات ليلا ، علم رسول الله والصحابة بأمر جيش المشركين جيش قوامه ١٢٠٠ مشرك بالاحصنة والجمال والعتاد قادما علي رأسه أبا جهل وسراقة بن مالك الذي كان يهتف في الكفار فيرفع من عزيمتهم وأصرارهم وثقتهم، ليكون هدفهم شيئا واحدا فقط هي العودة برأس سيدنا محمد الي مكه ، ووضعها علي أبواب المدينة ، وسراقة هذا ليس بشريا مثلنا ، فقد تجسد إبليس اللعين في شكله حتي يفتك برسول الله ، ويحقق ما أراده وما فشل في فعله يوم مولد نبي الله .

كان يجلس الصحابة وجيش المسلمين الذي لم يتجاوز بضع عشرات وهم هائمين خائفين في الليل يقولون لانفسهم هل هي النهاية ؟

فغذا سنموت وسيفتك بنا أبا جهل وجيشه وسيقف سراقة هذا فوق أجسادنا يهتف ويحتفل، لم يعلموا أن سراقة هو إبليس، وأن من سيقف فوق الأجساد هو رسول الله.

ولكنه سيقف فوق أجساد المشركين انفسهم، لم يكن الصحابة قادرين علي النوم من شدة الخوف ، فأنزل الله عليهم النعاس فجأه فناموا جميعا.

فقال تعالي ” إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”

واستيقظوا وقد ارتاحت اجسادهم وهدأت نفسهم ثم أنزل الله المطر فقال ” وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ”

وهنا لم يكن المطر عاديا فكانت المعجزة الثانية ، ففي أرض المسلمين نزل المطر بسيطا فتماسكت حبات الرمال فأصبحت الأرض ثابتة تحت أقدام المسلمين كما قال الله تعالى، واما في أرض الكفار فهطل المطر بشدة لم تشهدها أرض الحجاز في تاريخها، فتحولت الأرض الي مستنقعات يصعب المشي فيها، فحينما تحرك جيش الكفار انهكوا بسبب صعوبة المشي الشديد ، فسبحان الله بمطر ونوم فقط بدأ يتغير مصير الحرب ، ثم قام رسول الله بحفر سبعون قبرا وقال هذه قبورهم فلا تخافوا، فسيؤتينا الله النصر من عنده ، وصل المشركين بصعوبة لأرض المعركة وهم منهكين عطشا، بعد ان ردم المسلمين كل الأبار في طريقهم في الليل .

وكان علي رأس الكفار أبا جهل وإبليس متجسد في سراقة وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة ، فوقف إبليس متجسدا وقال للمشركين لا غالب لكم اليوم فلتأتونا برأس محمد الذي كفر بآلهتنا قبل المعركة ، كانت عادة العرب أن يخرج أشد وخير القوم للمبارزة، فخرج من المشركين عتبة بن ربيعة وابنه واخيه شيبه بن ربيعه، واما المسلمين فخرج ثلاثة من الأنصار، فرفض المشركين ونادوا يا محمد أخرج لنا اكفائنا من قومنا ، فخرج حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث ، فقتل المشركين الثلاثة وإصيب عبيدة من المسلمين إصابة بالغة .

فمات بين أحضان رسول الله،وقال الرسول له قبل موته أشهد أنك شهيد ، كان عبد الرحمن بن عوف يقف مشاهد موت عبيدة ، فساد الخوف قلبه ، ونظر عن يمينه وشماله ، فوجد طفلان بعمر الرابعة عشر يتحدثان كثيرا مع بعض، فقال ابن عوف يا ويلي لا أحد هنا يحمي ظهري ، انا هالك لا محاله ، فقال احد الأطفال بمكالمته وكان يدعي معاذ فقال له ياعم هل تعرف أبا جهل؟

إن رأيته فإرشدني عليه حتي أقتله لانه سب رسول الله
هنا صعق ابن عوف لجرأة وشجاعة الاطفال فارتاح قلبه ، ثم بدأت الحرب وكان رسول الله قد نظم الجيش بشكل لأول مرة يحدث في جزيرة العرب علي شكل صفوف آخرها صف الرماة ، ثم نادي رسول الله بصوت عال يارب ، يارب ، يارب ، يا الله اللهم آتني ما وعدتني فكان رد الله الحق ” إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ”

حضرت الملائكة بقيادة جبريل ، وهنا نظر سراقة اي إبليس للسماء مرعوبة مذهولا من المنظر العظيم لهبوط الملائكة وجبريل ، فهرب إبليس مهرولا فأمسك به الحارث بن هشام وقال ماذا تفعل يا سراقة انت من كنت تنادي فينا برأس محمد والآن تهرب ؟

فقال إبليس ” وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ”

واختفي فجأه فارتعب المشركين ، بينما يقترب المشركين تفاجأوا بالرماه يرمون الرماح عليهم ، بينما يعاني الكفار من الهروب ، هجم المشركين الهجمة الأولي فصدهم المسلمين ، فعادوا ، ثم الثانية والثالثة ، فأنهكهم العطش والمشي في طين الرمال ، وفجأة بينما يستريح الكفار هجم عليهم جيش المسلمين بصحبة الملائكة وجبريل عليه السلام ، فتجسد الملائكة في أشخاص يرتدون الابيض لم يراهم الصحابة من قبل ولا بعد المعركة، وبينما ينهار المشركين رأي عبد الرحمن بن عوف أبا جهل ، فصاح في الطفلين يا معاذ يا معاذ هذا هو أبا جهل ، فركضا الطفلان، فضرب واحدا منهم الحصان فأوقعه، والثاني طعن أبا جهل في رقبته طعنة غائرة.

اين هذا من عصرنا عصر التيك توك، انتهت المعركة باكتساح المسلمين وقتل منهم ١٤ مقاتل، اما من الكفار فقتل سبعون وأثر مثلهم

هل تتذكرون كم قبر حفر رسول الله قبل المعركة ؟

ولكن الأكثر غرابة حين أخذ رسول الله والصحابة واراهم ما اذهلهم جعلهم يشهدون أن لا اله الا الله وان محمد رسول الله.

حينما وجدوا كل الكفار قد قتلوا في قبورهم، لم يكن هناك واحد من السبعين خارج قبره .

وقف رسول الله علي قبورهم ونادي فيهم وقال ” وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا”

فنظر عمر بن الخطاب لرسول الله وقال ” يا رسول الله كيف يسمعوا وأني يجيبوا وقد جيفوا اي ماتوا؟

فقال رسول الله ” والذي نفسي بيده ما أنتم باسمع لي منهم ولكنهم لا يستطيعون الرد ” .

مقالات ذات صلة