الدكروري يكتب عن الإسلام بين الحقوق والواجبات


بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي ناداه ربه سبحانه وتعالي في كتابه الكريم قائلا ” ما أنت بنعمة ربك بمجنون ” أي يا محمد إنك لست مجنونا كما قال أعداؤك لكن عندك دواء المجانين، فلمجنون الطائش والسفيه التافه من خالفك وعصاك وحاربك وجفاك، صلي الله عليه وسلم وكيف يكون ذلك وأنت أكملهم عقلا، وأتمّهم رشدا، وأسدهم رأيا، وأعظمهم حكمة، واجلذهم بصيرة، وكيف تكون مجنونا وأنت أتيت بوحي يكشف الزيغ، ويزيل الضلال، وينسف الباطل.
ويمحو الجهل، ويهدي العقل، وينير الطريق، صلي الله عليه وسلم فانت لست مجنونا أنك على هدى من الله، صلي الله عليه وسلم وعلى نور من ربك، وعلى ثقة من منهجك، صلي الله عليه وسلم وعلى بيّنة من دينك، وعلى رشد من دعوتك، صانك الله تعالي من الجنون، بل عندك كل العقل وأكمل الرشد وأتم الرأي وأحسن البصيرة، صلي الله عليه وسلم فأنت الذي يهتدي بك العقلاء، ويستضيء بحكمتك الحكماء، ويقتدي بك الراشدون المهديون، صلي الله عليه وسلم فقد كذب وافترى من وصفك بالجنون وقد ملأت الأرض حكمة والدنيا رشدا والعالم عدلا، صلي الله عليه وسلم فأين يوجد الرشد إلا عندك؟ صلي الله عليه وسلم وأين تكون الحكمة إلا لديم؟ وأين تحلّ البركة إلا معك؟ صلي الله عليه وسلم أنت أعقل العقلاء.
وأفضل النبلاء، وأجلّ الحكماء، فكيف يكون محمد صلي الله عليه وسلم مجنونا وقد قدّم للبشرية أحسن تراث على وجه الأرض، وأهدى للعالم أجلّ تركة عرفها الناس، صلي الله عليه وسلم وأعطى الكون أبرك رسالة عرفها العقلاء، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد، فإن الإسلام فرض علينا حقوق وواجبات ومن هذه الحقوق هو حق الطفل علي أسرته من الوالدين وإن من أهم حقوق الطفل في الإسلام، هو اختيار الأم الصالحة له قبل يولد، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقي وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين، فقال صلي الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”
وإن من هذه الحقوق وأولها، هو أن تختار لابنك الاسم الحسن، وهذا من واجب الابن عليك، لا تختار له اسما يعير به وينادى به في الحياة وينادى به يوم العرض الأكبر، ففي السنن عن أبي الدرداء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أحسنوا أسماء أبنائكم فإنهم يدعون بها يوم القيامة” أو كما قال صلى الله عليه وسلم “يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وينادى أين فلان بن فلان؟ فيقوم على رءوس الأشهاد” فالواجب اختيار الاسم الحسن.