مقالات

الدكروري يكتب عن الدور الاجتماعي للفرد


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان صلى الله عليه وسلم كثير الذكر، فتقول عنه السيدة عائشة رضي الله عنها كان يذكر الله على كل أحيانه، وكما كان صلى الله عليه وسلم كثير الاستغفار، في المجلس الواحد يقول “رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” مائة مرة، ويجلس بعد الفجر في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، وفي الحج شوهد صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو الله وهو على ناقته من بعد الظهر حتى غروب الشمس، بكل خضوع وخشوع، ويدخل مكة فاتحا منتصرا ولكن دخلها وهو مطأطئ رأسه انكسارا لله تعالى وشكرا له فصلوات ربي وسلامه عليه.




إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الطيب وتفوح منه الرائحة الطيبة، يلبس الجميل في غير إسراف، يرشدنا للعناية بالجمال ويقول “إن الله جميل يحب الجمال” ويقول صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده” ويحثنا للعناية الخاصة بنا فيقول صلى الله عليه وسلم “من الفطرة قص الشارب، وتقليم الأظافر، وحلق العانة” ويأمرنا بالاغتسال في كل يوم جمعة لنكون في أحلى صورة، وأجمل مظهر، فصلوات ربي وسلامه عليه، ويمكن تعريف الدور الاجتماعي على أنه مجموعة من المعايير والأسس المتخصصة بسلوك وفعل شخص له دور محدد في الجماعة، كدور الطبيب والقائد، ودور الأم والأب، إذ من الضروري ملائمة دور الفرد لسلوكه وفعله.



وقد يرتبط الفرد بدورين في ذات الوقت ضمن ما يعرف بتعدد الأدوار الاجتماعية للفرد حسب الجماعة المحيطة به، والمجتمع الذى هو أحد أعضائه، كأن تكون الأم مُدرسة مثلا، فيكون لها دور الأم ودور المعلمة كذلك، ومن الجدير ذكره أن على الفرد أن يحاول الموازنة بين مختلف الأدوار التي يؤديها، ويكامل بينها حيث إنه من الممكن أن تكون أدواره اختيارية دون إجبار كأن يكون الفرد متزوجا أو عازبا مثلا، أو أدوارا إجبارية فرضت عليه كأن يكون ذكرا أو أنثى، ويكتسب الفرد كيفية أداء الأدوار منذ صغره، وعبر التنشئة والتربية الاجتماعية، أو من خلال التعلم أو من قدواته ومُثله العليا، أو من البيئة التى تحيط به حيث تعد عملية التعلم هذه عملية أساسية للمجتمع، تضمن استمراره، وإن من الأمثلة على الشباب في الإسلام وهو النبى يوسف عليه السلام.



حيث يعد هو أحد الأمثلة التى أوردها القرآن الكريم، فقد أنزل الله رسالته عليه وهو شاب فتى وتناهشته وحوش الشهوة للمال والجاه من كل اتجاه، فتمرد عليها وصبر وثبت وصمد رغم السجن والنفى والتهديدات من امرأة العزيز، فضرب بذلك أروع الأمثلة في طهارة وعفة الشباب، وأيضا نبى الله موسى وإبراهيم، عليهما السلام، الذين حملا دعوة الله لأقوامهما وكانا شابيبن، وأيضا قادة جيوش الأمة، فقد وثق الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب، فسلمهم رايات المعارك زارعا فيهم تحمل المسؤولية والثقة بقدراتهم، مثل ما حدث في معركة مؤتة بين المسلمين والرومان، بالإضافة إلى القائد قطز الذى حارب التتار، وكان شابا واشتهر بمقولته “من للإسلام إن لم نكن نحن” وفى مجال العلم من كانوا شبابا أمثال ابن تيمية والشافعي والبخاري وغيرهم.




وفى العصر الحديث نرى العديد من الشباب المتدين الذى كان له أكبر الأثر في تغيير الواقع الأسود للكثير من الشباب في المجتمع، وزرع بذور الأمل فى النفوس المتعبة من الحياة، وإن من واجبات الشاب المسلم، هو الالتزام بالدين فى كل نواحى الحياة والسلوكيات، والسعى لإصلاح الغير وإصلاح المجتمع، فالمسلم ضد الأنانية، وكذلك أداء العبادات في وقتها مما يؤدى إلى الانضباط، وأيضا الإقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ناحية الأفعال والأقوال، وعدم التشبه بالنساء في اللباس والأفعال وطريقة الكلام، والالتزام بالحلال والبعد عن الحرام.

مقالات ذات صلة