مقالات


(العلم/ التكنولوجيا/ الاقتصاد/ والمجتمع البشري: المصير الغامض)

كتب د/بوخالفةكريم باحث في علم الاجتماع-_الجزائر🇩🇿


هناك مصطلح تحوَّل إلى حركة قائمة بذاتها في الدوائر الغربية وهو (العلم البطيء_ Slow science).
ويبدو أنه لم يقتحم بعد الدوائر العلمية والإعلامية في الجزائر بشكل واضح رغم أهميته التي ستظهر في المستقبل القريب.
يقوم هذا المصطلح على فكرة أن العلم لا بد أن يكون حركةً متدرجة وتراكمية ومنهجية وضمن حدود المجتمع.
وهذا يعني -بالفهم المعاكس- أن العلم السريع الذي انساق وراء الخيال العلمي أدى إلى نتائج عكس المطلوب تماما فنحن
نشهد اليوم تطوراً غير مسبوق للعلم ، يترافق مع انهيار دراماتيكي للثقافة. للمرّة الأولى في تاريخ الإنسانية، يتباعد العلم والثقافة في مواجهة وجودية حتى الموت: انفجار علمي مقابل خراب الانسان. فمن نتائج العلم السريع مثل:
– القفز على الواقع والاهتمام بقضايا لا تمثل أولوية بالنسبة للمجتمع البشري (كالاهتمام باستعمار المريخ بدلا من مكافحة التلوث البيئي هنا أولاً).
– وانتهاك الخصوصيات الإنسانية بواسطة تطبيقات وبرمجيات عديدة كالذكاء الاصطناعي.
– والتسبب في رفع قابلية العطب الاستراتيجي لمؤسسات الدول ودفاعاتها العسكرية بسبب الجموح السريع نحو البرمجيات الإلكترونية المتطورة تقنيا والهشة جدا في قابليتها للاختراق والتشويش وإلحاق الضرر بالمنشآت الحيوية.
– والتسبب بأزمات بيئية تهدد السلامة الحيوية والإيكولوجية للكوكب (كتلوث الهواء والماء والتربة وإلحاق الاختلال بالأنظمة البيئية في عدة أقاليم بالعالَم).
– والتغافل عن مخرجات البحوث الإنسانية وبالأخص النفسية التي درست الآثار الكارثية المترتبة عن فقدان التوازن بين العالَمين الواقعي والافتراضي.
والعديد من النتائج الأخرى التي تحتم اليوم إعادة النظر في البحث العلمي من ثلاثة زوايا أساسية:
– أولا: من زاوية الأولويات الاجتماعية والاقتصادية.
– ثانيا: من زاوية الأهداف المحددة من كل تكنولوجيا جديدة.
– ثالثا: من زاوية الآثار المحتملة الناجمة عن كل تقدم علمي.
وهذا لوضع العِلم خادما للمجتمعات البشرية وفق الأسئلة الأساسية: ماذا نحتاج بالضبط؟ ما هي أهدافنا بالتحديد؟ ما نتائج ذلك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *