من أين أتى هذا الداهية الذي دانت له أعناق الجبابرة


بقلم / يوحنا عزمي
استطاع إخراج إسرائيل من دائرة العداء المباشر ليتفرغ لمشروعه التنموي الجبار مع أنه يعلم وإسرائيل تعلم أن ما بيننا عداء تاريخي محكم لا يمحه الزمن ..
تمكن من إفراع كامب ديفيد من مضمونها وبموافقة إسرائيل فقواتنا تملأ سيناء الآن ولم يعد هناك مناطق تحدد حجم القوات المصرية كما تنص المعاهدة .. السر بناء جيش عصري قوي مهاب.
– قطر آذتنا كثيراً ودعمت الجماعات الإرهابية في سيناء وغيرها فآوت جماعة الإخوان ووجهت إعلامها للنيل من مصر في كل مناسبة بحق وبغير حق ها هي تأتي طالبة العفو والمحبة ..
ليس هذا فقط بل وتحاول إصلاح ما افسدته المؤامرات والتخريب الذي لم تتوقف عنه تركيا ضد مصر تحولت فجأة إلى حمامة سلام.
– ترامب الذي شاط في كل زعماء العالم الصديق منها قبل العدو
كان ينحني للرئيس السيسي ويمدحه بألطف العبارات في كل المناسبات ..
– الرئيس بايدن وصفه بديكتاتور ترامب المفضل وأنه لن يلتقي السيسي أبدا رأيناه يأتي إلى شرم الشيخ بوجه مفرود متأبطا ذراعه في مشهد مفاجئ وقبل أن يغادر يعلن منح مصر 500 مليون دولار لمواجهة تداعيات أزمة التغير المناخي ..
بل وصف مصر بأنها أم الدنيا .. أما المرأة الحديدية بيلوسي
فكانت اللقطة الرائعة التي بينت قوة شخصية هذا الرجل عندما ترجلت معه ممسكة بذراعه في مشهد رومانسي عجيب لم يستطع أحد أن يقدم له تفسيرا معقولا .. كيف تغيرت العداوة الشديدة إلى محبة هكذا ؟! .. لا أحد يعلم.
– أما اليوم فكان اللقاء المفاجئ لأكثر الناس عداوة للرئيس
السيسي ولمصر كلها من خلال ثورة 30 يونيو الرئيس التركي أردوغان .. الرواسب النفسية قبل هذا اللقاء عميقة جدا وأردوغان يعلم في ذات الوقت أنه يقابل شخصية عنيدة للغاية وأنه لن يقبل بحالة الصلف والغرور التي تصاحبه دائما عندما يلتقى زعماء العالم فكان أكثر تواضعا وانحناء لهذا الرجل الذي رسم له الخط الأحمر في ليبيا فلم يستطع الاقتراب منه وأخرجه من معادلة الغاز شرقي المتوسط ولم يستطع فعل أي شيء.
– لا تندهش أبدا إذا ما وجدت رئيس وزراء إثيوبيا في القاهرة
ليعلن موافقته على شروط مصر بخصوص سد النهضة .. توجد مقدمات لكن كعادة الرئيس السيسي في معالجة الأزمات فإنه
يعمل بهدوء شديد ليضع أطاراً لا يستطيع عدوه الخروج منه.
إثيوبيا ستأتي صاغرة لأن معالجة مصر لهذه القضية المهمة
يتم من خلال تخطيط محكم للغاية .. لحد الآن لم تكمل السد
ولن تكمله إلا بموافقة مصر.
هذه قراءتي لشخصية الرجل وسمه ما شئت ..