كُل شيء كان مثالياً


بقلم / محموددرويش
كُل شيء كان مثالياً على الأطراف الغربية من المدينة ، والقمر في أبهى حُلةٍ في إنتظار ليلة جديدة من ليالي المَلك وزعيـم القارة السمراء ، حتـي المُدرجات التي ظلت مهجورة وكئيبة ومُظلمة فجأة أصبحت مُضيئة و مُزينة بعودة ساكنيها كـــشجرة الكريسماس في أخر ساعات ليلة الـ 31 من ديسمبر
تحت الأضواء الكاشفة بدأت المبارة التي خسر الأهلي في ذهابها بهدفين مُقابل هدف ، وبدأت معها الكورڨا في قتل الصمت الذي إعتاد عليه اللاعبون والملعب نفسه .
الوقت يمُر كــ العلقم المُر ، المثالية التي رُسمت بها الصورة علي وشك الإنهيار ، الأهلي يحتاج إلي هدف ، هدف واحد ليُعانق الأميرة الذهبية التي لم يسبق له مُعانقتها من قبل .
الشوط الأول انتهي والثاني شارف علي الانتهاء والهدف لم يأتِ بعد ، المُباراة تبتعد عن يد الأهلي ، الهتاف يتزايد ويتعالي ، أصوات الكورڨا تصم الآذان ، بدأ الذِهن يستَحضِر القِصص الملحميّة التي صَنعَت لنا المَجد ، كيـف أنّ قوة الشخصيّة و الإيمان الملحمي صنَعا الإنتصار في ليلة بدأت فصولها بالإنكسار
الغناء لم يتوقف ولكن القلوب كادت أن تفعل ، ساعة الملعب تُشير إلي الدقيقة 93 من المباراة وحارس مرمي سيوي سبورت يسحب الوقت من تحت أقدام أصحاب القمصان الحمراء ، لم يتبقَ إلا ثوان قليلة ويُطلق الحكم صافرته مُعلنًا سيوي سبورت بطلًا للكونفيدرالية ، رُبما وقف رجلٌ صالحٌ وقتها ناظرًا للسماء ثُم تمتم ” اللهم ليلة كــ ليلة رادس “
وقتها تاهت التفاصيل في الملعب ، أصبحت الرؤية غير واضحة وتمييزُ لاعب بعينه أصبح ضربًا من المُستحيل ، لم يكن هُناك أسماء للاعبين ، فقط لاعبون يرتدون قميص الأهلي ، تقدم أحدهم من ناحية اليمين ووضع الكُرة علي رأس آخر داخل منطقة الجزاء ، كانَ الإرتقاء الأبرَز الذي إستدرّ المَجد و أعلنَ عَقد التزاوُج الشرعي بينَ الكيان و صولجان التربُّع على عَرش الأكثر تتويجًا عالميًا ، فالزعامة المحليّة كانَت محسومة سلفًا
إرتقى عماد متعب برأسية قاتلة و إرتقَت معه هرمونات الشغَف و السعادة و أعلَن أن الفضة ليست المعدن المُفضل لهؤلاء ، فــ إما الذهب أو لاشيء