اخر الاخبار

إنهاء الفجوة بين الدول المتقدمة والأقل نمواً

كتب/ أيمن بحر

جاللواء رضا يعقوب خلال متابعة إنهاء الفجوة بين الدول المتقدمة والأقل نمواً والمؤتمرات الدولية التى تعقد تحت مظلات دولية أو غير رسمية إعتبرت منظمة أوكسفام غير الحكومية فى تقرير نُشر تزامناً مع إفتتاح منتدى دافوس الإقتصادى أن كل ملياردير يمثل فشلاً للسياسات العامة. داعية الى خفض عددهم الى النصف بحلول عام 2030 بفضل فرض الضرائب كسبيل لمحاربة الفقر. حيث ذكر تقرير صادر عن منظمة أوكسفام يوم (الاثنين 16 يناير/ كانون الثانى 2023) إن أغنى أغنياء العالم البالغ نسبتهم 1% من سكان الأرض حصلوا على ما يقرب من ضعف ما يمتلكه باقى سكان العالم خلال العامين الماضيين.
لا نطلب صدقات ـ البلدان الفقيرة تنتقد “الرؤية الضيقة” للدول الغنية، تعان البلدان الأقل نمواً من معضلات إقتصادية ضخمة، خلال مؤتمر الدوحة حمّل عدد من هذه البلدان على الدول الغنية لعدم الوفاء بتعهداتها، فيما إنتقد البعض الآخر منها الرؤية الضيّقة للدول الغنية إزاء الدول المتلقية للمساعدات.
مؤتمر الدوحة للبلدان الأقل نموا تحول الى إنتقادات للدول الغنية، إجتمع زعماء دول العالم الأفقر فى الدوحة يوم الأحد (الخامس من آذار/ مارس 2023) فى إطار مؤتمر ينعقد برعاية الأمم المتحدة متعهّدين بـ إجراءات ملموسة للخروج من الفقر المدقع، فيما أقر عدد منهم بشعورهم بخيبة أمل حيال الإقتصاد العالمى.
وتشارك شخصيات ممثلة لـ33 دولة إفريقية و12 من بلدان آسيا ومنطقة المحيط الهادئ وهايتى فى المؤتمر الذى تأجّل مرّتين بسبب كوفيد-19. تصنّف جميعها ضمن فئة البلدان الأقل نموا التى إستُحدثت قبل خمسين عاماً ويفترض أن تحصل على دعم دولى خاص.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البلدان الأغنى بالتوقف عن تقديم الأعذار مشيراً الى أن الوقت حان لتفى البلدان المتقدمة بالتزاماتها بتقديم ما بين 0,15 الى 0,20 % من إجمالى دخلها الوطنى للمساعدة الرسمية على التنمية”
وفى حين تم إعتماد خطة عمل لصالح البلدان الأقل نمواً فى الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضى، يستبعد بأن يتم الإعلان عن أى مساهمات مالية كبيرة خلال المؤتمر. وبفضل تصنيفها فى فئة البلدان الأقل نمواً، يفترض بأن هذه البلدان تستفيد من إمتيازات تجارية وتسهيلات فى إيصال المساعدات وغير ذلك من أشكال التمويل. ومنذ العام 1971، تضاعف تقريباً عدد الدول المنضوية فى هذه الفئة من 24 بلدا فى البداية.
وترزح جميع البلدان الفقيرة تحت وطأة الأزمات الكبرى الأخيرة، من وباء كوفيد والحرب في أوكرانيا وصولاً الى التضخم المرتبط بأسعار المواد الغذائية ومصادر الطاقة.
وبعد نصف قرن على تأسيس هذه الفئة، فإن الخلاصة لا لبس فيها بحسب رئيس جيبوتى إسماعيل عمر غيله الذى لفت الى أن “التدابير المتخذة.. لم تسفر عن النتائج المنتظرة” وأضاف نحن دون الأهداف المنشودة فى معظم المجالات وشدد غيله على الحاجة الى إجراء تقييم قائم على النقد لفعالية خططنا المختلفة وإتخاذ إجراءات تصحيحية للمستقبل. وأشار الى وجوب التخلى عن الرؤية المحدودة والضيّقة والمنهكة” التى تختصر البلدان الأقل نمواً الى مجرّد دول بإنتظار الحصول على مساعدات دولية. ودعا خصوصا الى “إستثمارات ذات عائدات مرتفعة”
وتوالت التنديدات بغياب خطير للخدمات الأساسية والديون السيادية الهائلة ومعدلات الفائدة الجشعة وعدم قدرة البلدان الغنية على ترجمة تعهداتها الى أفعال بسبب الإنقسامات الجيوسياسية أحياناً أو غياب الرغبة السياسية أحيانا أخرى.
وحمّلت بلدان أخرى على غرار السودان سياسات تتبناها دول كبرى مسئولية الصعوبات التى تواجهها. وإستغلت شخصيات سياسة المؤتمر لإنتقاد الغرب إذ اتّهم رئيس إفريقيا الوسطى فاوستين أركانج تواديرا بـ”الإبقاء على حالة عدم الإستقرار السياسى من أجل نهب ثروات البلاد ومنع تنميتها.
كما تطرق رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى الى أزمة الهجرة داعياً الى ضرورة تقديم المساعدة الى دول المصدر والعبور فى إفريقيا لتشجيع المهاجرين على البقاء فى بلدانهم لإقامة مشاريع تنموية حقيقية تكفل لهم الحياة الكريمة وتخفف من حدة التوتر فى البحر المتوسط ومنطقة الساحل وتحد من مخاطر الشعور بالحرمان الذى يقود الى التطرف والجريمة المنظمة
وقالت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة لا تطلب بلداننا صدقات بل المساعدة التى تستحقها داعية الى تحوّل هيكلى حقيقى فى البلدان الأقل نمواً.
وفى سياق متصل أعلنت وكالة الإتصالات التابعة للأمم المتحدة الأحد على هامش المؤتمر، أن ثلث سكان دول العالم الأفقر فقط يمكنهم الإتصال بشبكة الإنترنت، لكن الأقمار الصناعية المنخفضة العلو يمكن أن تعطى الأمل للملايين خصوصاً فى مناطق نائية من إفريقيا.
وتعهّدت شركات تكنولوجيا عملاقة بينها مايكروسوفت مساعدة السكان الذين يعانون من ضعف البنى التحتية وخدمات الإنترنت على الإنتقال الى حقبة الإتصال بالشبكة، إذ ستؤدى الأقمار الصناعية دوراً رئيسياً فيما ترسل شركات أخرى آلاف أجهزة البث من الجيل الجديد الى مدار الأرض المنخفض.
وحالياً، لا يمكن سوى لـ36 % من سكان البلدان الـ46 الأفقر فى العالم والبالغ عددهم 1,25 مليار شخص الإتصال بالإنترنت، وفق ما أفاد الإتحاد الدولى للإتصالات. فى المقابل، يتمتع أكثر من 90 % من سكان الإتحاد الأوروبى بإمكانية الإتصال بالإنترنت.
ودان الإتحاد الدولى للإتصالات “الفجوة الدولية المذهلة فى الإتصالات” التى قال إنها إتسعت على مدى العقد الماضى. وكانت هذه الفجوة من بين الشكاوى الرئيسية فى مؤتمر الأمم المتحدة للبلدان الأقل نمواً حيث أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى أنه تم التخلى عن هذه الدول فى إطار “الثورة الرقمية”
ويستمر المؤتمر الذى إفتتح رسمياً الأحد بعد قمة للدول الأقل نمواً السبت حتى التاسع من آذار/مارس.

مقالات ذات صلة