مقالات

الدكروري يكتب عن الرسول وشعر ابن أبي الصلت


بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ثبت في الصحيح من حديث ابن مهدي عن الثوري عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد، ألا كل شيء ما خلا الله باطل” وقد ذكرت الروايات أنه كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم، وقد قال الشريد، كنت ردفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي ” أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ قلت نعم، قال “فأنشدني ” فأنشدته بيتا فلم يزل يقول كلما أنشدته، بيتا إيه حتى أنشدته مائة بيت، قال ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم، وسكت، وهكذا رواه مسلم، وعن عمرو بن نافع عن الشريد الهمداني، قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فبينما أنا أمشي ذات يوم إذا وقع ناقة خلفي.

فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الشريد ؟ فقلت نعم، قال ألا أحملك ؟ قلت، بلى وما بي من إعياء ولا لغوب، ولكني أردت البركة في ركوبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأناخ فحملني، فقال ” أمعك من شعر أمية بن أبي الصلت ؟ قلت نعم، قال هات، فأنشدته، وقال أظنه قال مائة بيت، وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدق أمية في شيء من شعره فقال، رجل وثور تحت رجل يمينه، والنسر للأخرى وليث مرصد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” صدق” وقال والشمس تبدو كل آخر ليلة حمراء، ويصبح لونها يتورد تأبى فما تطلع لنا في رسلها، إلا معذبة وإلا تجلد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صدق ” وفي رواية أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال.

إن الشمس لا تطلع حتى ينخسها سبعون ألف ملك يقولون لها اطلعي اطلعي فتقول، لا أطلع على قوم يعبدونني، من دون الله فإذا همت بالطلوع أتاها شيطان يريد أن يثبطها فتطلع بين قرنيه وتحرقه فإذا تضيفت للغروب غربت على السجود لله عز وجل، فيأتيها شيطان يريد أن يثبطها عن السجود فتغرب من قرنيه وتحرقه” أورده ابن عساكر، ومن شعره في حملة العرش، فمن حامل إحدى قوائم عرشه، ولولا إله الخلق كلوا وبلدوا قيام على الأقدام عانون تحته، فرائصهم من شدة الخوف ترعد، رواه ابن عساكر، وقد روي عن الأصمعي أنه كان ينشد من شعر أمية فيقول، مجدوا الله فهو للمجد أهل، ربنا في السماء أمسى كبيرا بالبناء الأعلى الذي سبق الناس، وسوى فوق السماء سريرا شرجعا لا يناله بصر العين، ترى دونه الملائك صورا.

ثم يقول الأصمعي، الملائك جمع ملك والصور جمع أصور وهو المائل، العنق، وهؤلاء حملة العرش، ومن شعر أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان التيمي فيقول، أأذكر حاجتي أم قد كفاني، حياؤك إن شيمتك الحياء وعلمك بالحقوق وأنت فرع، لك الحسب المهذب والسناء كريم لا يغيره صباح، عن الخلق الجميل ولا مساء يباري الريح مكرمة وجودا، إذا ما الكلب أحجره الشتاء وأرضك أرض مكرمة بنتها، بنو تيم وأنت لها سماء إذا أثنى عليك المرء يوما، كفاه من تعرضه الثناء، وكان له فيه مدائح أخر، وقد كان عبد الله بن جدعان هذا من الكرماء الأجواد الممدحين المشهورين وكان له جفنة يأكل الراكب منها وهو على بعيره، من عرض حافتها وكثرة طعامها وكان يملأها لباب البر يلبك بالشهد والسمن وكان يعتق الرقاب، ويعين على النوائب.

وقد سألت السيده عائشة رضى الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم، أينفعه ذلك فقال “إنه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين” ولقد ذكرت الروايات أنه كان من شعر أمية بن أبى الصلت البديع، لا ينكتون الأرض عند سؤالهم، كتطلب العلات بالعيدان بل يسفرون وجوههم فترى لها، عند السؤال كأحسن الألوان وإذا المقل أقام وسط رحالهم، ردوه رب صواهل وقيان وإذا دعوتهم لكل ملمة، سدوا شعاع الشمس بالفرسان، وقد توفي أمية بن أبى الصلت بالسنة الخامسة من الهجرة, ويروى أنه لما أتاه مرض الموت قال ” قد دنا أجلي، وهذه المرضة مني، وأنا أعلم أن الحنيفية حق، ولكن الشك يداخلني في محمد ” فأغمي عليه وأفاق وأخذ يقول” لبيك لبيكا،هأنذا لديكا لا مال يفديني، ولا عشيرة تنجيني” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *