زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للعراق

كتب/ أيمن بحر

اللواء رضا يعقوب خلال متابعته أحداث العراق ونتائج زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للعراق رصد، حيث ذكر رئيس الوزراء العراقى فى حوار مع مسائية DW، أن التعاون مع المانيا فى مجال الطاقة واعد وأن العراق يطمح للإستفادة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط. وأوضح أن العراق هيأ التخصيصات المالية لعقود الكهرباء مع سيمنس. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من بغداد العراقيين الى “كسر دائرة عدم الإستقرار ومواصلة العمل على طريق تحقيق الإزدهار والحرية”، خلال زيارة هى الأولى للبلاد منذ ستّ سنوات، أكد فيها على التضامن مع العراقيين.
بيربوك تحذر: عدم إستقرار العراق سيضرب دول الجوار بشكل كبير، فى زيارة رسمية لها الى العراق، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية من عواقب “عراق” غير مستقر على المنطقة، منوهة بأن العواقب ستضرب دول الجوار بشكل كبير، فيما أكد نظيرها العراقى سعى بلاده لتشجيع الشركات الألمانية للعمل فى بلاده.
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الهجمات الصاروخية الإيرانية عبر الحدود العراقية غير مقبولة وتعرض الناس والإستقرار الإقليمى للخطر.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد وصلت يوم الثلاثاء (السابع من مارس/آذار 2023) الى العراق فى زيارة تستغرق أربعة أيام.
وأضافت خلال مؤتمر صحفى “لا تنم هجمات النظام الإيرانى الصاروخية عن قمعه الطائش والوحشى لشعبه فحسب بل وتعرض حياة الناس وإستقرار المنطقة بأكملها للخطر من أجل التشبث بالسلطة. هذا أمر غير مقبول ويشكل خطراً على المنطقة بالكامل”
من جانبه، صرح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقى فؤاد حسين إن بلاده تعمل على تشجيع الشركات الألمانية على العمل فى العراق فضلاً عن السعى المستمر لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الوزير العراقى عقب جلسة مباحثات ثنائية مع بيربوك فى مقر وزارة الخارجية: “ناقشنا العلاقات بين البلدين ونعمل على تطوير العلاقات مع المانيا فى مختلف المجالات وتم بحث مجالات التعاون الإقتصادى والتعليمي والطاقة” وأضاف أن العراق يقدم الشكر الى المانيا لدعمها بغداد فى الحرب ضد داعش وقد لعب السلاح الألمانى دوراً فى كسر شوكت هجمات داعش، حيث كان إنتصار العراق فى الحرب ضد داعش انتصاراً لجميع الشعوب .
وتابع “كما نشكر المانيا لدعمها المستمر للعراق فى مجال إعادة إعمار المدن المحررة وخاصة مدينة الموصل ومحافظة نينوى كما نشكر البرلمان الالمانى على الموقف المشرف تجاه مكون الايزيديين وما تعرض له من إبادة جماعية” وإستطرد “تم بحث ملف المهاجرين العراقيين غير الشرعيين المتواجدين بصورة غير قانونية فى المانيا، كما أن العراق والمانيا يدعوان الى وقف إطلاق النار والحرب الكونية بين روسيا وأوكرانيا وأن المانيا تستطيع لعب دور فى هذا الإتجاه ” وأوضح أن المباحثات “تناولت التحديات المناخية فى العراق وإمكانية قيام المانيا بدعم العراق فى هذا الإتجاه”
ومن المقرر أن تلتقى الوزيرة الألمانية رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى، وتعتزم بيربوك التوجه الى أربيل، عاصمة مناطق الحكم الذاتى الكردية فى شمال العراق.
من المقرر أن تجرى وزيرة الخارجية الألمانية المزيد من اللقاءات مع مسئولين عراقيين
وكانت قد قالت بيربوك لدى وصولها الى بغداد إن العراق يظل عاملاً رئيسياً لإستقرار المنطقة، متعهدة بمواصلة المانيا العمل من أجل مستقبل سلمى للبلاد، محذرة من أنه “إذا أدى إرهاب جديد أو النفوذ الإيرانى أو تدمير أسس الحياة بسبب أزمة المياه الى أعمال عنف وإنقسام سياسى هنا مرة أخرى، فإن العواقب ستضرب دول الجوار بشكل كبير” مؤكدة فى المقابل أنه إذا نجح العراق فى تحقيق الإستقرار والتنمية فى الديمقراطية والتنوع على المدى الطويل، فقد يصبح نموذجاً يحتذى به فى المنطقة.
وذكرت بيربوك أن المانيا دعمت لذلك العراق منذ عام 2014 بأكثر من 3.4 مليار يورو فى المجال المدنى وحده، مضيفة أن بلادها تواصل بالتعاون مع العراق والشركاء الدوليين الضغط فى ملاحقة ميليشيات داعش الإرهابية، مشيرة الى أنها تعتزم لقاء جنود المان لتكوين فكرة عن مهمة القوات الألمانية فى العراق.
تجدر الإشارة الى أن الجيش الألمانى يقوم فى أربيل بتدريب قوات الأمن الكردية فى القتال ضد داعش. ومركز مهمة التدريب الألمانية هو “كامب ستيفان” متعدد الجنسيات الذى يديره الجيش الألمانى.
وتعتزم بيربوك لقاء رئيس وزراء مناطق الحكم الذاتى الكردية، مسرور بارزانى فى أربيل. ومن المخطط أيضاً عقد إجتماع مع رئيس مناطق الحكم الذاتى الكردية، نيجيرفان بارزانى، فى وقت لآحق هناك. كما يتضمن البرنامج زيارة الى مخيم للنازحين الذين طردهم تنظيم داعش من ديارهم منذ عام 2014. وتعتزم بيربوك معرفة المزيد عن جرائم داعش فى أحد مراكز التوثيق، ثم تعود الى برلين.
وأعادت بيربوك للأذهان كيف أن مليشيات داعش الإرهابية فى شمال العراق قتلت أمام أعين العالم آلاف الرجال والفتيان وإختطفت واستعبدت النساء والأطفال، وقالت: “لأن المجتمع الدولى لم يمنع هذه الإبادة الجماعية، فإننا نتحمل قدراً أكبر من المسئولية عن التحقيق فى هذه الجرائم وأن يعيش الناجون العدالة” موضحة أنها لذلك ستتحدث الى لجنة التحقيق المختصة التابعة للأمم المتحدة، وستتفقد مشاريع إعادة الإعمار وستتعرف على أوضاع الأشخاص النازحين داخلياً، وقالت: “من واجبنا ومسئوليتنا عدم ترك الناجين وحدهم”