اخبار عالمية

العنف الإسرائيلي الدموي في الأراضي الفلسطينية قد تجاوز كل المواثيق والقوانين الدولية

الأعلامي يوحنا عزمي

بقلم : يوحنا عزمي

بعد ما حدث أمس في مخيم جنين وقبله في نابلس وحوارة
من اقتحام وترويع وقتل واعتقال وهدم للبيوت ، فإن العنف الإسرائيلي الدموي والهمجي في الأراضي الفلسطينية المحتلة
قد تجاوز كل الحدود التي يمكن احتمالها إنسانيا ، وذلك في
انتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية التي تحظر مثل
هذه الممارسات الهمجية وتجرمها وتحمل مرتكبيها بالمسئولية عنها.

وباغراق المناطق الفلسطينية المحتلة في هذه الدوامة المرعبة والمستمرة من العنف الدموي ، يحاول نتنياهو مع الحكومة العنصرية الفاشية الإرهابية التي يقودها ، الخروج من مازقه
الذي يواجهه ليس بالعدول عن سياساته التي جلبت عليه نقمة الإسرائيليين في الداخل رفضا لدكتاتوريته ، والانتقادات اليهودية المتصاعدة في الخارج ضده لأنه يشق وحدة المجتمع الإسرائيلي ويعرض وجوده كمجتمع يهودي للخطر ، وانما بجعل الفلسطينيين في مناطق احتلالهم هم من يدفعون ثمن فشل سياساته وحدهم من دمائهم وارواحهم ومن مصادرة حقهم في حياة إنسانية كريمة وآمنة كغيرهم.

وفي تصوري أنه كان بإمكان المقاومة الفلسطينية المسلحة بكل فصائلها بصرف النظر عن انتماءاتها الحزبية او الدينية ، ان تقوم بدورها في الانتقام من هذه الممارسات العنصرية البغيضة والمستفزة بردود فعل قوية ، ردود موجعة ومؤلمة ومكلفة وبما يُعجل بنهاية هذه الحكومة الفاشية الإرهابية ويضع حداً لهذا العنف والإرهاب الذي تمادي وطال ، ولكنها لا تفعل ذلك ولا نلمسه لأسباب لا ندريها ولا يمكن ان نقتنع بها ايا ما كانت ، وفماذا اكثر من ذلك حتي تتحرك وترد ؟..

وإذا كان من الصعب علي القادة الفلسطينيين ان ينهوا انقساماتهم ويوحدوا صفوفهم وينسقوا مواقفهم وتحركاتهم تجاه إسرائيل التي تحتل أراضيهم وتمحو لهم معالمها تحت نظرهم وتوشك علي ابتلاعها وتهويدها بمستوطناتها ومستوطنيها ، فلا اقل من يتركوا المقاومة المسلحة وغيرها من اشكال المقاومة السرية بكافة صورها واشكالها المتعارف عليها تأخذ مجراها ولتحيل حياة الإسرائيليين ايضا إلي جحيم من العذاب والمعاناة ..

وبدون هذه الردود الفلسطينية الانتقامية الموجعة بمنطق أنه لا يفل الحديد إلا الحديد ، فسوف يستمر مسلسل العنف الصهيوني إلي ان تضيع فلسطين كلها ، فإسرائيل تتغذي علي الإرهاب والعنف وليس علي التعايش والسلام واحترام حق الآخرين في الحياة.

اما عن ردود الفعل العربية الميتة او الباردة او اللامبالية او الغائبة وكلها موجودة وتشهد علي اصحابها ، فإن الحديث عنها او لوم اصحابها عليها بات نوعا من العبث الذي لا جدوي ، فرد الفعل العربي في عمومه سوف يبقي هكذا ولن يتغير ، حتي ولو احتل الصهاينة المسجد الأقصى وازالوا معالمه ، ووقتها لن يتجاوز الرد العربي عليه اكثر من الصراخ والشجب والتنديد ومناشدة المجتمع الدولي التدخل للقيام بالدور المطلوب منه بالنيابة عنهم.

ولهذا يبقي مفتاح الحل لهذا المازق التاريخي والإنساني هو في الداخل الفلسطيني أولاً وليس في خارجه ، تماما كما فعلت كل الشعوب المناضلة ضد الإحتلال من الجزائر إلي فيتنام ، فقد واجهت وتحملت وصمدت وانتصرت ، وهو ما نتمناه لاشقائنا
في فلسطين حتي وان بدا الطريق وعراً ومحفوفا بالصعاب والتضحيات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *