مقالات

الدكروري يكتب عن مسمار النار




إن لفظ مسمار النار هو لفظ يطلق علي الرجل المحلل الذي يتزوج المرأة ثم يطلها دون أن يدخل بها ليردها إلي زوجها الأول مرة أخري ولقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، المحلل بالتيس المستعار، وسماه السلف بمسمار النار، فيجب علينا جميعا اتباع شرع الله تعالى والوقوف عند حدوده، وأن واجب المسلم هو تحكيم شرع الله في الصغير والكبير مع الانقياد التام له ظاهرا وباطنا فلقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ” فيجب علينا أن نعلم أن الله تعالى أدرى بما في الطلاق من الفساد، ومع ذلك فإذا طلق الرجل زوجته ، فلا بد بعد ذلك من معاملة المطلق بما حدده الشرع.

ولا يجوز أن يزعم المسلم أن مفسدة الانحراف عن الشرع يمكن أن تقارن بأية مفسدة أخرى، فإذا تقرر عندك هذا الأمر، فاعلم أن من طلق زوجته ثلاثا بلفظ واحد حرمت عليه حتى تنكح زوجا غيره في قول أكثر أهل العلم، وأنه ليس بينهم خلاف في أن المطلقة ثلاث تطليقات بألفاظ متعددة ترتجع بعد كل تطليقة، لا تحل للمطلق حتى تنكح زوجا غيره لقول الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره ” وقد روت السيدة عائشة رضى الله عنها‏ أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت‏ إنها كانت عند رفاعة، فطلقها آخر ثلاث تطليقات، فتزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه إلا مثل هذه الهدبة.

وأخذت بهدبة من جلبابها قالت‏‏ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضاحكا وقال‏ “‏ لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة‏؟‏ لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته‏ “‏ متفق عليه، ثم لا يجوز ولا يصح أن يتزوج الرجل المرأة بنية تحليلها، فقد روى ابن ماجه وغيره عن عقبة بن عامر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم بالتيس المستعار؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال هو المحلل، لعن الله المحلل والمحلل له” فهذا هو الشرع الذي لا يصح المحيد عنه، وأن قد العلماء حاولوا معالجة الموضوع بشكل يغطي الأدلة من السنة النبوية الشريفة ومن آثار الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين على بطلانِ هذا النوع من الزواج، وردوا على من يستندون إلى قول عز وجل ” فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره ”

في إثبات التحليل، ثم قدموا أدلة جامعة على بطلان هذا الزواج، فإن التيس المستعار، هو المحلل وصاحب هذا التشبيه هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لعن المحلل والمحلل له، والمحلل هو رجل تزوج من امرأة طلقها زوجها ثلاث مرات، فحرمت عليه، والغرض من هذا الزواج ليس الإقامة المستقرة الدائمة مع المرأة، وإنما تحليلها لمطلقها، وهذا النوع من الزواج هو أحد مكايد الشيطان وهي مكيدة التحليل، وبسبب هذا النوع من الزواج أصاب المسلمين العار، وعيرهم الكفار به، وأدى إلى فساد كبير، وهو زواج لا ترضى به النفوس الأبية، بل وتنفر منه نفورا شديدا، وترى أنه ليس بزواج صحيح، لأنه لو كان صحيحا لماذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله؟

بقلم / محمـــد الدكـــروري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *