اخبار الفن والمشاهير

محمد أكرم خوجة سفير الألوان عبر التاريخ.-بوابة الإخبارية نيوز

سماح بني داود. فنانة تشكيلية كاتبة.

تمتزج الألوان فباتت لوحة،
وأمتزجنا أنا وأنت
مرآةً للعاشقين.

قبّل القارب سطح الماء
و قبّلت شفاهك
ذُبنا
قطعة شمس في بركان حب.

سافرنا؛
ركب الجميع ظهر البحر،
وركبتُ صهوة لقياك عشقا.

على سطح الماء
رسمتَ وطنا
قاربه من الصبر
ألوانه ضحكة مهاجر

يتفتّح التاربخ
من براعم زهر
رسمناه
من عصرٍ الى خُلدٍ

كفاطمي
جُبتَ البحر والنهر
فكتبت باللون
ما لم يُكتبِ

دنوتُ منك
أسقي مخيلتي ذكرى
فأرتويت من فرشاتك
سيلا

ثمّة وِجهة نحو الشمس
بفرشاة ناعمة
بتّ تجذّف
لترسم بألوان زاهية
تاريخا باهت.

من نور
اقتبستَ ألوانا
فأنهمر التاريخُ
من بين أناملك.

هكذا ألهمتني لوحات الفنان التشكيلي التونسي محمد أكرم خوجة ففاض قلمي دون إرادة مني، لوحات فيها تمازج للألوان لافت، فيها إيحاءات ومعاني تأخذنا إلى العصر الفاطمي و تُرجعنا إلى المهدية حيث البحر العميق الحافل بالسهر والسمر والشعر والفن، المكتظّ بالسفر و الترحال بين ضفاف الفن والجمال.
المتأمل للوحات خوجة لا شكّ سيعتريه الفرح المنبعث من بين خطوط بألوان زاهية تتدرّج تدرّج التاريخ الطويل بين دول عربية من عهد فاطمي الى زمننا هذا، تاريخ يعجّ بالمقاومة، أوليس الفن أهمّ أساليب المقاومة عند الإنسان المتحضر والإنسان الفنان؟!
كما تغلب على لوحاته حضور السمك بما لديه من رمزية عريقة تأخذنا إلى إيمان الانسان القديم بأهميته في طمس الحسد لمن يؤمن بضربة العين الحاسدة، وما لدى السمك من أهمية في التراث الغذائي للمهدية التي تعتبر شبه جزيرة يعانقها البحر من ثلاث جهات، حضور السمك في عدّة لوحات يبني أفكارا كثيرة لدى المتلقي فيشدّه شدًا الى البحر بزرقته و رماديته وما فيه من ألوان متعددة لخيراته و فواكهه،كأنه يقتلع من زعانفها فرشاة لا تهدأ ولا تملّ الرسم.
محمد أكرم خوجة سفير الألوان عبر التاريخ بإمتياز، يتنقّل بقارب عصري متجدد غير مبالٍ بالرّيح وأشرعته من ألوان صامدة لا يقتلها وقت ولا يهملها توثيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *