قلق واشنطون من المستوطنات اليهودية بالأرض المحتلة

كتب/ أيمن بحر

اللواء رضا يعقوب خلال متابعته رد الفعل الفلسطينى على الأفعال الخارجة عن قواعد القانون الدولى للكيان الغاصب العبرى ونتيجة زيارة وزير الدفاع الأمريكى للأرض المحتلة رصد، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن قلق واشنطون من المستوطنات اليهودية بالأرض المحتلة محذراً من الأعمال التى تؤدى الى مزيد من إنعدام الأمن، على الرغم من تأكيده بالعلاقات القوية بين بلاده والكيان الغاصب العبرى، بمبدأ أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً بأسلوب خاطئ، إن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه لحل نزاع الأرض الفلسطينية بأسلوب شكلى فقط.
جرحى فى هجوم فى بالأرض الفلسطينية المحتلة وأوستن يدعو لتخفيف حدة التوتر، فى هجوم وصفه نتنياهو بـ”هجوم إرهابى فى قلب تل أبيب” أصيب عدة أشخاص بعضهم حالته خطيرة. وقد قتلت الشرطة العبرية المهاجم المنتمى لحماس. فيما حذر وزير الدفاع الأمريكى من الأعمال التى قد تؤدى لمزيد من إنعدام الأمن.
قال مسئولون إن مهاجماً فتح النار فى وسط تل أبيب مساء يوم الخميس (التاسع من مارس/آذار 2023)، فأصاب ثلاثة أشخاص قبل أن تقتله الشرطة اليهودية. وقالت الشرطة العبرية إنها تعتبر إطلاق النار عملية “هجوم إرهابى”
وهرع عدد كبير من أفراد الشرطة والمسعفين الى شارع ديزنغوف فى قلب المدينة بالأرض المحتلة حيث نفذ المسلح الهجوم. وأظهر تصوير لرويترز أن مطعماً على جانب الشارع خلا من الرواد بعد أن فروا على ما يبدو من مكان الحادث بينما كانوا يتناولون طعامهم.
وجاء فى بيان للشرطة أن “أفراد الشرطة حيّدوا المشتبه به” وأضاف أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا بجراح وحالة أحدهم خطيرة.
وقال مدير منظمة الإغاثة “نجمة داود الحمراء” إيلى بين فى تصريح لتلفزيون “كان” العام “قمنا بإجلاء ثلاثة مصابين بأعيرة نارية أحدهم فى حالة حرجة وآخر فى حالة خطرة وواحد إصابته طفيفة”
وأكّد متحدّث بإسم الشرطة اليهوديّة لوكالة فرانس برس أنّ حصيلة الهجوم الذي شهدته تلّ أبيب مساء الخميس لا تزال ثلاثة جرحى، مُتراجعاً بذلك عن تصريح سابق أفاد فيه بوفاة أحد هؤلاء المصابين متأثّراً بجروحه. وقال دين إلسدون لفرانس برس إنّ “الضحايا الثلاثة لهجوم اليوم فى تلّ أبيب لا يزالون على قيد الحياة، وهذا يُصحّح تصريحاً سابقاً” أفاد فيه بوفاة أحد هؤلاء.
ووصف رئيس الوزراء اليهودى بنيامين نتنياهو الذى يقوم حالياً بزيارة الى روما، إطلاق النار بأنه “هجوم إرهابى فى قلب تل أبيب”. وأعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، وقال: “نعزز قوات الأمن والشرطة التى تقاتل الإرهابيين هذه الليلة وكل ليلة…”
وأعلن وزير الأمن القومى اليهود إيتمار بن غفير أنه تم “القضاء” على المسلح الذى أطلق النار مساء الخميس فى تل أبيب. وقال بن غفير فى بيان صادر عن مكتبه “هجوم خطير فى تل أبيب… أهنئ الشرطى الذي قام بعمل شجاع بالقضاء على الإرهابى الخسيس وأنقذ العديد من الأرواح”
يذكر أن شارع ديزنغوف فى وسط تل أبيب شهد فى أبريل/ نيسان 2022 هجوما نفذه فلسطينى وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وأعلنت حركة حماس أن منفذ إطلاق النار فى تل أبيب مساء الخميس من أعضائها. وحركة “حماس” هى مجموعة مسلحة فلسطينية.
وصف زعيم المعارضة اليهودية يائير لابيد حادث إطلاق النار فى تل أبيب مساء يوم الخميس بأنه “مساء صعب فى تل أبيب، يجب التعامل مع الإرهاب بقسوة ودون تردد”
وكان وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن قد طالب قبل وقوع الهجوم المسئولين اليهوديين يوم الخميس بإتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر فى الضفة الغربية فى غمرة قلق متزايد فى واشنطن من إحتمال أن يصرف الوضع الحالى الحلفاء عن جهود التصدي لإيران.
وهبطت طائرة أوستن، الذى يقوم بجولة فى المنطقة، فى مطار بن غوريون فى زيارة أُعيد ترتيب جدولها على عجل بسبب تصاعد الإحتجاجات فى الشوارع على خطة رئيس الوزراء اليهودى اليمينى المتطرف بنيامين نتنياهو لإجراء تغييرات فى النظام القضائى.
وكان من المقرر أن يصل أوستن فى الأصل الأربعاء ويقضى ليلته فى تل أبيب حيث مقر وزارة الدفاع اليهودية. لكن تم تغيير الخطط بسبب القلق من إضطرابات حركة المرور نتيجة الإحتجاجات المناهضة لنتنياهو.
وقبل وصول أوستن الى الأرض المحتلة بساعات قتلت القوات اليهودية ثلاثة مسلحين من حركة الجهاد الإسلامى فى الضفة الغربية، وهى من المناطق التى تشهد تصاعداً فى أعمال العنف.
وجاء وصول أوستن إلى الأرض المحتلة بالتزامن أيضاً مع تظاهرات واسعة ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وأغلق آلاف اليهوديين الطرق المؤدية الى مطار بن غوريون الدولى فى تل أبيب فى يوم “مقاومة الديكتاتورية” فى إطار إحتجاجاتهم المتواصلة ضد مشروع الحكومة المثير للجدل بشأن إصلاح القضاء.
وقال أوستن للصحفيين بعد إجتماعه مع وزير الدفاع العبرى يوآف غالانت “الولايات المتحدة (لا تزال) تعارض بشدة أى تصرفات قد تؤدى الى مزيد من إنعدام الأمن بما يشمل توسعة المستوطنات والخطاب الإستفزازى” وأضاف “إننا منزعجون على الأخص من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين” مؤكداً أن واشنطن “ملتزمة بشدة بأمن دولة الكيان الغاصب” وموضحاً أن مناقشاته كانت صريحة وصادقة. وقال أوستن “نجتمع اليوم فى زمن توترات لذلك أجرينا مناقشة صريحة وصريحة جداً بين أصدقاء حول الحاجة الى تهدئة وتخفيف التوترات وإستعادة الهدوء خاصة قبل عيد الفصح ورمضان”
وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن يطالب المسئولين اليهوديين بإتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر فى الضفة الغربية. وإجتمع أوستن مع نتنياهو بالمطار فى وقت سابق لأكثر من ساعة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) فى بيان عن الإجتماع إن أوستن دعا الى إتخاذ “خطوات فورية لوقف تصعيد العنف والعمل على تحقيق سلام عادل ودائم”
والولايات المتحدة هى أقرب حليف للكيان الغاصب وتشعر الدولتان بقلق متزايد بشأن الأنشطة العسكرية الإيرانية فى المنطقة وبرنامجها النووى. وركزت مباحثات أوستن مع جالانت جزئياً على إيران لكن العنف المتزايد فى الضفة الغربية القى بظلاله على الإجتماع.
وأكد غالانت موقف الكيان الغاصب الراسخ بأنه لا يتعين السماح لإيران بإمتلاك أسلحة نووية وأن العبريه يجب أن “تكون مستعدة لكل الإحتمالات” وقال مسئول دفاعى أمريكى كبير طلب عدم نشر إسمه إن إنشغال الكيان بالضفة الغربية “ينال من قدرتنا على التركيز على التهديد الإستراتيجى الحالى، وهو التقدم النووى الخطير لإيران وإستمرار السياسة العدوانية إقليمياً ودولياً”
وقبل هجوم تل أبيب مساء الخميس إرتفع عدد القتلى الفلسطينين الى 75 من بالغين وأطفال ومقاتلين ومدنيين منذ بداية العام. وقُتل خلال الفترة نفسها 13 بالغاً وطفلاً يهودياً، بينهم عدد من أفراد قوات الأمن والمدنيين، إضافة الى إمرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى مصادر رسمية من الجانبين.