مقالات

الدكروري يكتب عن موقف الزبير من قتلة عثمان




لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام حواري رسول الله صلي الله عيه وسلم، وقيل أن الزبير بن العوام دعا الناس للخروج إلي البصرة
ثم الكوفة، والاستعانة بأهلها على قتلة عثمان بن عفان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك، ولما وصلوا البصرة، أرسل لهم والي البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري يسألهم عن سبب قدومهم، فأرسل إليهم كلا من عمران بن حصين وأبي الأسود الدؤلي، فذهبا إلى السيدة عائشة رضى الله عنها، فقالا لها، إن أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا، فقالت والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار.


ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدثوا فيه الأحداث وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت قول الحق سبحانه وتعالى ” لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس”

وقالت ننهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره، فأتيا طلحة فقالا، ما أقدمك، قال الطلب بدم عثمان، قالا ألم تبايع عليا، قال بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان، ثم أتيا الزبير فقالا ما أقدمك، قال الطلب بدم عثمان، قالا ألم تبايع عليا، قال بلى، واللج على عنقي وما استقيل عليا إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان، ورأى عثمان بن حنيف أن يمنعهم من دخول البصرة حتى يأتي الإمام علي بن أبي طالب، فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل.

ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف، ثم قامت السيدة عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وانحازت إليها فرقة من أصحاب عثمان بن حنيف، وجاء حكيم بن جبلة العبدي، وكان من قتلة عثمان، وسب السيدة عائشة، وكان لا يمر برجل أو امرأة ينكر عليه أن يسب عائشة إلا قتله، فانتشب القتال، واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عددا ممن شارك في قتل عثمان قدر بسبعين رجلا، واستطاع الزبير بن العوام وطلحة ومن معهما أن يسيطروا على البصرة، وتوجه الزبير إلى بيت المال، وأخلى سبيل عثمان بن حنيف.

بقلم / محمـــد الدكـــروري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *