مقالات

الدكروري يكتب عن أحد أصحاب الشوري الستة بعد عمر



لقد ذكرت الروايات الإسلامية الكثير عن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وقيل أن الصحابي طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه، كان من أصحاب الشورى الستة الذين اختاروا الخليفة بعد عمر بن الخطاب، فلما طُعن عمر بن الخطاب ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض، وهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وقد رفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب، مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئا.

ثم أوصى صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى، ومات الخليفة عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودُفن يوم الأحد أول محرم فى السنة الرابعه والعشرين من الهجرة، بالحجرة النبوية الشريفة، إلى جانب الخليفه أبي بكر الصديق والنبي صلى الله عليه وسلم، وكان عمره خمسا وستين سنة، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب كانت خلافته رضى الله عنه، عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة، وبعد الانتهاء من دفن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنها، وقيل إنهم اجتمعوا في بيت السيدة فاطمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس.

وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف “اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم” فقال الزبير بن العوام “جعلت أمري إلى علي” وقال طلحة “جعلت أمري إلى عثمان” وقال سعد “جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف” وأصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن بن عوف “أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه” فأسكت الشيخين، فقال عبد الرحمن بن عوف “أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما” قالا نعم، وأخذ عبد الرحمن بن عوف يستشير المسلمين، وبعد صلاة صبح يوم البيعة وكان فى اليوم الأخير من شهر ذي الحجة فقد أعلن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه، البيعة لعثمان بن عفان.

وقال ” أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا” فقال عبد الرحمن مخاطبا عثمان ” أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده” فبايعه عبد الرحمن بن عوف وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون، وكان طلحة بن عبيد الله أول من بايع عثمان بن عفان، حيث بايعه في مجلس الشورى، ثم كان من جملة أنصار عثمان بن عفان في الفتنة، فلما قتل عثمان، ندم على ترك نصرته وقال “إنا داهنا في أمر عثمان، فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى”

بقلم / محمـــد الدكـــروري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *