مقالات

كبسولات عربيه

مقال الاستاذ محمد الجاعوص

⚫ إن تحولات ضخمة وتغييرات كبيرة قد طرأت على المجتمع العربي فى السنوات القليلة الماضية كما امتلأ سوق الفكر المعاصر بكم هائل من الأكاذيب والافتراءات كما اختلط الحابل بالنابل وسيطر حلف الأقوياء على السياسات الدولية وحلت القوة محل الحق وأصبحت العدالة فى القضايا الدولية مسألة نظرية بحتة إذ أصبحت الكلمة العليا بيد أصحاب النفوذ الدولى وقبضة السيطرة فى مناطق العالم المختلفة ..

⚫ إن الذي يتأمل الواقع العربي الراهن سوف يكتشف أن همومنا أكبر من مسؤوليات التي لدينا بشكل ينذر بالخطر وأن الأمر يحتاج إلى قدر كبير من الترشيد وتطبيق قواعد الحوكمة العصرية الحديثه في كل الدول ..

⚫ إن التمثيل النيابي العربي في مجمله ضعيف ولا يعبر بدقة عن إرادة الشعوب فضلاً عن أنه يبدو موجهاً في كثير من النظم القائمة هنا أمر سياسي غير صحي للمجتمع كما أن الدول العربية القليلة التي اعتمدت الديموقراطية أسلوباً في الحكم قد دخلت حياتها البرلمانية في دوامات متواصلة نتيجة غياب القواعد الملزمة بحمايه المواطن بشكل ملحوظ ..

⚫ نحن أمام أوضاع مزدوجة في كل مجال إلى حد كبير ولا تعبر تعبيراً دقيقاً عن الواقع الذي نسعى لتحقيقه في ظل ظروف بالغة الحساسية شديدة التعقيد لقد كتب الله على هذه الأمة أن تكون مطمعاً لغيرها وهدفاً لجيرانها ومركزاً لضغوط خصومها الكل يريد تحطيم احلام العرب في الوحدة وان نصبح حلم واحد وهدف التكامل بيننا يرعب الجميع فشغلهم الشاغل تفتت العرب ووضع بينهم الخلاف والاختلاف ..

⚫ أن التاريخ العربي من تناقضات قد ترك بصماته بالطائفية البغيضة والانقسامات المتعددة وغياب القدرة على التنسيق والتوحد فأصبح كل قطر عربي يضرب في اتجاه قد يتناقض مع قطر عربي آخر والأمثلة كثيرة والنماذج متعددة، لذلك فإن التاريخ العربي في مجمله يحب التفكير به مرة أخرى ومعرفه عيوبه والعمل علي تجاوزها والبحث عن نقاط المشتركه والعمل علي حل كل الخلافات السياسية والفكرية والثقافية ..

⚫ إن التجارة والصناعة بين الدول العربية تمثل رقماً هزلياً ويكفي أن ندرك أن بعض الدول العربية تستورد منتجات دول عربية أخرى من خلال طرف ثالث خارج إطار الوطن العربي وهو ما يعني ضعف ونقص الهيكل الاقتصادي بين العرب بحيث لم نحقق حتى الآن نوعاً من التكامل ولا حتى درجة من درجات التنسيق الاقتصادي ..

⚫ و لا يوجد حد أدنى من التكامل الزراعي أو التنسيق الصناعي أو حتى التوزيع السياحي خصوصاً في وطن عربي تزخر أرضه بالآثار والمشاهد التي تستدعي الرؤية و إننا أمام حالة عبثية تجتاح أقطارنا على حساب ما كان يمكن أن يؤديه التكامل والتنسيق وتوزيع الأدوار ولكننا نفكر عن ذلك بمشكلات الحدود المشتركة وحساسيات الجيرة الجغرافية ولم ندرك أن التاريخ الواحد كان يمكن أن يمنح درجة من الانصهار تكون كفيلة بحل قدر كبير من المشاكل العربيه ..

⚫ إن روح العصر تستدعي الاستجابة لمفهوم دولة المؤسسات التي تقوم على إيمان عميق بأن المؤسسة أقوى من الفرد وأهم لذلك فإننا نرفض ذوبان مؤسسات الدول العربية المختلفة على كل مستوياتها في شخوص أفراد يقومون بخطفها حتى تذوب في كيانهم على حساب المستقبل وأجياله القادمة هذا أمر كارثي فالوطن للشعب وليس لا أشخاص ويجب أن يتكاتف الجميع من أجل الغد الذي يظهر بشكل مرعب مهيب مخيف لو لم يجد قوة الاتحاد سوف يطيح بالجميع انتهى عصر الفرد والان عصر الوحدة والتماسك بين الجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *