الزمن القديم

الزَّمَنُ القديمُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أرَى الزَّمَنَ القديمَ لهُ جَمَالُ … بِرُوحِ بَسَاطَةٍ وَ لَنَا مَآلُ
إلى أيّامِهِ فالطّيبُ فيهَا … ويُغرِي مِنْ رَزَانَتِهَا جَلَالُ
إلى أحضانِهِ شَغَفٌ لِضَمٍّ … وَ ضَمُّ الحُضْنِ دِفءٌ والدَّلالُ
إلى ما فيهِ نَهْفُو لِاتِّصالٍ … لِذِكْرِهِ مِنْ أمانينَا وِصَالُ
إلى الأحداثِ و الأشياءِ نَسْعَى … إلى الأشخاصِ مُنْتَعِشًا خَيَالُ
إلى الأعراسِ بَهْجتُها لِشَوقٍ … عتيقٍ واسِعٌ مِنْهُ المَجَالُ
إلى الأسواقِ يَدفَعُنا حنينٌ … حياةٌ حلوةٌ عَمٌّ و خَالُ
بِرَغْمِ الفَقْرِ كانَ العَيشُ حُلوًا … بَسيطًا لم يَكُنْ بالفِكْرِ مَالُ
كَما باليومِ هذا ما نراهُ … معَ الأطماعِ لا يَنْسَرُّ حَالُ
إذا ولّى كَمَاضٍ كُلُّ هذا … فلا نَفْسٌ سَتَنْسَاهُ و بَالُ
إذِ الإحساسُ يَغْلِي في هَواهُ … فَتُغْرِي مِنْ أمانيهِ ظِلَالُ
يَظَلُّ القلبُ مُشتاقًا لِماضٍ … لَهُ بالطّبعِ في وَصفٍ خِصَالُ
خِصالٌ لا تَراها في حياةٍ … بِهذا العَصرِ يُغْنيِنَا جِدَالُ
تلاشَتْ كُلُّها يا حُزنَ قلبي … أصابَ الكونَ مُسْتَعْصٍ عُضَالُ
