العرض المسرحي بلا اهمية ضمن فعاليات مهرجان الغرفة المسرحى


تقرير / صلاح الحوتى

برعاية دكتور/ أيمن مختار محافظ الدقهلية

رئيس مجلس أمناء مكتبة مصر العامة بالمنصورة
والسيد السفير/ عبدالرؤف الريدي
رئيس مجلس ادارة مكتبات مصر العامة

برعاية الفنانة التشكيلية الأستاذة ايمان أبو الغيط

مديرة مكتبة مصر العامة بالمنصورة
( الدورة التأسيسية ) مارس ٢٠٢٣
نحو فتح آفاق جديدة للعمل الإبداعى ودعم الموهوبين فى مختلف مجالات العمل المسرحى
مدير المهرجان

أمين عام المهرجان

اطلقت مكتبة مصر العامة بالمنصورة فعاليات“مهرجان مسرح الغرفة”

في تجمع رائع لشباب المسرح ونخبة من الفنانين والمثقفين داخل مكتبة مصر العامة

في متابعة فعاليات مهرجان مسرح الغرفة بحضور كوكبة من رموز المسرح شهد الجميع ملتقي ثقافي يعبر عن هويته في صنع مهرجان مسرحى يصنع التجربة الفنية لشباب المسرح وامكانية مشاهدة العروض والمتابعات في كافة الانشطة داخل اروقة بيت المعرفة والفنون مكتبة مصر …. ومن هنا ياتى دور المسرح المُعلم في كلمة ورؤية وتحليل ونتحدث عن التغطية اليومية لمهرجان مسرح الغرفة

أول عروض مهرجان مسرح الغرفة 1
العرض المسرحي بلا اهمية

الشخصيات حسب الظهور
حسن حامد تقي الدين (جيري)
احمد حسونه (توماس )
محمد عوض
مسرحية ( بلا اهمية )
تأليف: إدوارد إلبي
دراما تورج: أحمد حتحوت
إعداد موسيقي: حسن حامد
تنفيذ موسيقي: محمد هاشم
تصميم ديكور: شيماء جبريل
تنفيذ ديكور: السيد سليمان
إخراج: أحمد حسونه
مسرحية تروى قصة حديقة الحيوان، مسرحية من فصل واحدمن تأليف إدوارد ألبي، أنتجت ونشرت في عام 1959، حولشاب منعزل يسعى بشدة إلى التفاعل مع الآخرين

مع افتتاح المسرحية ، ظهر شاب متوسط العمر يدعي
توماس
صحفي انسان طيب ومثالي متوسط العمرومتوسط الدخل ورئيس تحرير مجلة نيويورك تايمز
تفتح الستار حيث يظهر جالساً وحيدا في يوم عطلته على مقعده المفضل بإحدى الحدائق العامة يضيف اخر اللمسات الى مقاله القادم وحيث النسيم العليل قد يكون ملهما

المشهد بدا بظهور توماس وبعد مجيئه إلى حديقة عامة يجلس علي مقعده المفضل لقراءة مقاله القادم المعد لنشره في جريدة نيورك تايمز العالميةلقضاء بعض الوقت بمفرده بعد ظهر يوم الأحد العطلة. الرسمية لانه يعمل رئيس تحرير ومتزوج ولديه طفلتين ويتحدث عن حياته النمطية وعن مفهوم الرغبة في حب البقاءوحياة الانسان وبعد شرح مفصل لمقاله الماخوذ عن روايةصديق فتغيّرت حياته إلى الأبد في بواسطة جيري الذييواجهه معلناً انه جاء الى حديقة الحيوان لقد كنت في حديقةالحيوان” جملة تقررت طوال العرض المسرحي
يشرع جيري في التحقيق بعمق في حياة توماس ويرويتفاصيل من حياته الخاصة، إقامته في منزل مع ربة منزلغريبة وكلبها البغيض ومحاولته الفاشلة لتسميم الكلب. ممااثار غضب توماس بشكل متزايد بسبب هذا اللقاء الغيرمتوقع وهذه الاحداث التى تسببت في افساد خلوته الادبية فقرر سماع هذا الرجل البائس الذي يمثل الطبقة الشعبية الكادحة

جيري
شاب متوسط العمر منعزل يسعى بشدة إلىالتفاعل مع الآخرين يسكن في احياء الفقراء في امريكا يسكنفي منزل بغيض يملكه ربة منزل يسكن معها كلبها الشرسالذي تسبب في عقدة لجيرى الساكن في مسكنه المجاور وبدأت القصة بقرار الذهاب الي حديقة الحيوان عبر القطارالذي تردد صوته ثلاث مرات في كل مرة يعبر فيها عن الزمنوالمحاكاة وتغير الاحداث

فتحدث جيرى مع الصوت الاول للقطار عن مشكلة الطبقةالشعبية ومافوقها في مفارقة بين المواطن في امريكا والمواطن خشجفي الصومال محاولاً اثبات الفقر في شتى صوره والصراعالدائم بين الغنى والفقراء عبر النظام الطبقي الأمريكيومصدر مشكلته الحقيقية ليست في الزمان او المكان انما هيالوحدة وتاثيرها علي الفرد خاصة ان مفهوم البقاء هو غريزة عند الانسان والتخلي عنها يعنى نهاية الحياة

حديث جيرى عن علاقته بافراد عائلته
شاب فقير فقد ابيه ولا يعلم عنه شيئاً سوى اسمه وتربي مع والدته فترة لاتتعدى سنوات ثم انتقل الي خالته بعد رحيل امه وشعوره بالفقدان واثره عليه في حياته حتى رحلت خالته وظل وحيداً بمفرده
ومن الواضح أن جيري يحاول أن يجعل توماس يفهم شيئًاعن ما تعانيه الاشد فقراً والاشد احتياجاً ، وهي ليست الكثيرمن ألم جيري، الذي يعالجه بسخرية، ولكن ألم الناس فيالحى الذي يسكنه ، وحيوانات حديقة الحيوانات المعزولة في أقفاصهم، وبشكل أكثر عمومية في طرح جمل ومعانى تعبر عن مفهوم العمق كتسليط للضوء علي الاوضاع المجتمعية في عصر مضي
على الأقل لتعليمه شيئًا عن صعوبات التواصل واعباء الحياة
واثناء سماع صوت القطار جيري بطريقته المفضلة كناقل وراوى الأحداث

“قصة جيري والكلب”
في حيلة جديدة للحكى ورى لنا قصته التي بدأت بحرمانه من الصعود الي مسكنه تحسبًا من وجود الكلب الشرس الذي تمتلكه جارته العجوز حاول جيرى ان يتودد الي الكلب مرات كثيرة لكن الكلب رفضه في كل محاولة وقد تسببله ذلك ًفى الذعر والخوف الشديد وقرر شراء قطع لحم لتقديمها للكلب بينما اكتفي هو باكل الخبز لمدة ثلاث أيام فقط وتعد المحاولة الاولي لارضاء الكلب حتى يسلم من عدائه المتكرر وتولدت من هذا العداء عقدة
وفي هذا السياق نشير

الي وجهة نظر الكاتب واعداد النص ولغة الدراماتورج عن المحكاة الساخرة جيرى والكلب
( الوضعية الدرامية ) هي رغبة X عقبة = عقدة
رغبة جيرى في الشعور بالاطمئنان في ظل احساسه بالوحدة ولكن العقبة التي تواجه!! هو هذا الكلب اللعين ؟
والرغبة مع العقبة في ظل الوحدة تولد ثائر يمكنه ان يتغلب علي خوفه بارتكاب أي فعل جثيم حتى اذا كان القتل والخلاص من الكلب
وبلغة الدراما أشار لنا جيرى عن حياته البائسة والصراع الداخلي لأبعاد شخصيته وتعبيره عنها بعوامل السخرية وكتمان الحقائق داخله تجعله يبث الكلمات بمفهوم هزلي يمكننا ان نصفه انها سخرية لكنها في الحقيقة مأساة ……
الفشل يلاحقه عندما ركب القطار من مسكنه الي حديقة الحيوان ولايملك الثمن الكامل للتذكرة والمحصلة سيره علي الاقدام مئات الاميال
رحلة جيرى الي حديقة الحيوان
أعلن جيري أنه ذهب إلى حديقة الحيوانات وفي النهايةاستعان بتوماس، ولايريد تركه بمفرده والدخول في محادثةبالفعل
يظهر علي جيرى اثار الحكى والفضفضة متاثراً بمناخيختلف عن حياة توماس ويستقطبه الي سماع قصته ومنخلال الأسئلة الملحّة
يتأكد جيري أنه يعيش في الجانب الشرقي الأنيق
وأن منزله تهيمن عليه النساء : زوجة واحدة، ابنتان وقطتانوببغاء يروى له قصة غيابه وماصدر من نسائه وبهذا يخمنجيري بسهولة أنه يفضل كلبًا على القطط وأنه يتمنى أنيكون لديه ابناً لكن هذا الامر قد حسمته زوجته واصدرتالحكم علي توماس بلن يكون هناك المزيد من الأطفال
وأنه يتمنى أن يكون لديه ابن. بشكل أكثر إدراكًا ووضوحيخمن جيري أن هذا قرار اتخذته زوجة توماس بشكل مؤلمويعترف توماس بصحة هذه التخمينات

في ضوء هذه الاحداث هناك بعض التفسيرات يشير اليها الدراماتورج الذي وضع حبكة درامية تنير لنا ظلام تلك الاحداث فنجد جيرى اليائس متغلباً علي الحرمان بالاستنكار والاستغناء وخوفه من الكلب يجعله يتغلب علي هذا الوحش بالسم للخلاص من هذه الماساة وفكرة ضمير جيرى المتسبب في ايزاء حيوان غير عاقل وفي نفس الوقت صاحبة الكلب تطلب منه الدعاء للكلب بالشفاء لانه شاب طيب اعتقاداً منها شفاء الحيوان بدعوة الرجل الجانى وتلك هي الملهاة التي تبرزها الدراما

رؤية المخرج
اعتمد مخرج العرضعلي التوقيت الزمنى والمكان في استعراض احداث قصة حديقة الحيوان الشهيرة
التي نفذت بطريقة بسيطة في طرحها فكان استخدام الموسيقي المصاحبة للعرض عامل تشويقي يساعد علي تفسير الاحداث في الصورة












الي جانب استخدام المقعد بطريقة رائعة قطعة خشبية ملونة باللون الأبيض تعبر عن البساطة في محيط عمق القاعة وكواليسها السوداء مما أضاف شكلاً مبهجاً خاصة مع دخول وخروج الأضواء الملونة فكان لها الاثر الرائع في تزيين القاعة وأضافت شكل سينوغرافي يساعد علي المعايشة واما عن مسالة كسر الايهام ونزول جيرى الي الجمهور ليتحدث مع احد الجالسين ولم نتوقع انه من افراد العرض المسرحى كانت مفاجأة لكنها لها عواقب واهما
حديث جيرى وقت انفعالاته الزائدة تحول الي ضحك من الجمهور وتؤثر علي ايقاع العرض خاصة انه يتحدث مع زميله الجالس في الصالة فهذا تسبب في ضرر للدراما في منطقة وصف وشرح معانى ومفردات ينتظرها توماس في محاولة لاكتشاف هذا الشاب العائد من حديقة الحيوان ومع ذلك استخدم المخرج نزول جين الي الصالة كمبرر لتاكيد فلسفة النص التي تعبر عن اراء متعددة كان المؤلف يعتمد عليها في نصه الأصلي في فترة الستينيات وفكرة معاناة الفقير في مجتمعات الشعوب سواء نامية اومتحررة كان لها مبرر اما عن نزول جيرى لمجتمع المشاهد والمتلقي فهذا يعطي اثر علي التأكيد علي عوامل الطاقة السلبية التي يحملها جيرى في داخله مثل الاكتئاب نتيجة الوحدة وانعزاله بشكل قوى عن المجتمع تقديمه مبرر قتل الحيوان المبنى علي الخوف والرعب كل هذا كان يحدث بشكل اقوى اذا استغنى المخرج عن سلاح كسر الايهام واستبدله بعدم نزول الشاب مع علي المسرح فالشكل والمنطق فلا داعي للزول الي صفوف الجماهير
اراء
هناك بعض التفاصيل المهمة كنت انتظرها في الحركة وفي التمثيل وهي رحلة جيرى داخل حديقة الحيوان بتفاصيل الاحداث
ليست واضحة في العرض خاصة ان جيرى ذهب الي حديقة الحيوان وقام بإطلاق صراح الحيوانات مما تسبب الي حالة من الزعر والقلق لخروج الحيوانات من القفص وانتشارهم داخل المجتمع فلابد من ابراز هذه التفصيلة خاصة ان توماس هو الصحفي الناشر للاخبار في ضوء اعداد النص
لاداعي من نزول جيرى من علي المسرح الي الجمهور فتاكيد الرمزية يضعف من قيمة الحدث
ولاداعى لبقاء الممثل جالساً مع الجمهور في من الأفضل استخدام منهج الفصل والوصل افضل من الواقعية السحرية فمن الممكن انهاء الامر برحيل جيرى يخرج من الكواليس وياتى صوت القطار المعبر عن الة الزمن ويظهر الممثل الزائر للحديقة
وتنتهي الاحداث باختفاء توماس وجيرى
وقبل ان نرفع الستار
نتوجه بالشكر وخالص الامنيات بالنجاح والتوفيق الي ادارة مهرجان الغرفة المسرحى برعاية مكتبة مصر العامة

والي صناع العرض المسرحى بلا اهمية

الفنان: احمد حسونه (توماس )
الفنان:حسن حامد تقي الدين (جيري)
وضيف العرض الفنان : محمد عوض
احسنتم وأتمنى لكم تكرار التجربة والاستعداد بعمل جديد بنفس المستوى من خلال فريق مسرح مكتبة مصر في العروض الصيفية القادمة
دمتم مبدعين